============================================================
واعلموا أن جميع الأسماء الني في القرآن نقع على السابق والتالي والجد والفنح والخيال، والناطق والأساس والإمام والحجة والداعي. فتلك عشرة كاملة كلهم كانوا يشيرون إلى علي ابن ابي طالب وهو علي ابن عبد مناف وهو أساس الناطق. فأشاروا إليه بالمعنوية. وعلي ابن أبي طالب أثار إلى غاينه ونهاينه المهدي بالله وهو سعيد ابن أحمد. والمهدي نطق بلسانه، وأقر في عصره وزمانه أنه عبد مملوك لمولانا القائح العالم الحاكم علينا بسلامه ورحمنه.
و إنه(1) كان آلة للدعوة الحقيقية ووعاء لها. وكان فيه شيء مستودع(2)، فأخذه منه المولى الأعظم المنجلي لخلقه كخلقه من حيث خلقه، كيما يدركون العالم بعض قدرة مقامه. ويسمعون من ناسوت الصورة كلامه. وأما لاهوت مولانا جل ذكره وحقيقية كنهه، فهو معل علة العلل، القديم الأزل، لا يدرك بوهم ولا يعرف بفهم ولا يدخل في الخواطر والأوهام، ولا في النشر والنظام ببحانه وتعالى عما يصفون(2).
واعلموا أن جميع الحدود التي رتبوها الشيوخ المتقدمون في كنبهم وقالوا بأنهم روحانيون وجسمانيون أرادوا بهم أهل الظاهر والباطن، وقالوا علوية وسفلية. أرادوا بالعلوية من علا بعلمه على غيره، والسفلية من لم يبلغ حد الكمال في علم الحقبقية. وكلهم أنخاص معروفون موجودون في عصرنا هذا مستخدمون نحت ملك مولانا مقرون بربوبيته. عابدون لقدرنه طوعا وكرها. كما و قال: ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها(4). والسموات والأرض هاهنا النطقاء و الأسس.
पृष्ठ 67