============================================================
فأول باب ذكرنه أيدك المولى بالثبات أنك تريد جمالي بخاصة جمال الخدمة. اعلم أيدك المولى بطاعته أن ليس لك من الأمر لا ظاهر ولا باطن ولا لأحد من جميع العالمين كافة. لأن جمال الظاهر ما تزيده لي من المال والخيل والجمال والعزة والمقال واليد الباسطة على أهل الغي والضلال، فما لك عليه استطاعة ولا بفعله طاقة غير ما نتكلم بلسانك لا غير. وكذلك جميع العالمين لا يقدرون على جمال انفسهم فكيف بقدرون على جمال من هو فوفهم ظاهرا وباطنا، وانما يجب أن يقول هذا رجل عالي الأمر لرجل هو دونه في العرتبة. ولا يجوز أن يقول هذا لمن هو فوقه البانة.
و أما جمال الباطن ما نريده لي من إظهار العلوم الحقيفية، ومادة الحكمة العلوية، والغلبة أهل الشرائع الحشوية، فليس لك فيه مرام، ولا لأحد فيه كلام، إلا بتأبيد مو لانا سبحانه وتعالى الي في كل عصر وزمان بغير واسطة جسماني ولا روحاني ولا نفساني: ولي أن أنكر على الناس مذاهبهم وأصحح أقوالهم، وليس لأحد من جميع العالمين أن ينكر علي لأن المولى سبحانه اصطفاني وأبدعني من نوره الشعشعاني من قبل أن يكون مكان ولا ليكان، ولا أنس ولا جان، وهو من قبل أن يخلق آدم الناسي بسبعين دورا، بين كل دور ودور سبعون أسبوعا، بين كل أسبوع وأسبوع ببعون عالما، والعام ألف سنة مما تعدون.
ما منها عصر إلا وقد دعوت العالمين إلى توحيد مولانا العلي الأعلى سبحانه وإلى عبادنه ، بصور مخنلفة، ولغات مخنلفة؛ فمن العالم من استجاب إلى نوحيده وعبادنه؛ ومنهم من فر عن بيعنه وكفر بنعمنه وعبد الصنم وأشرك في ربوبينه، فاستحقوا العذاب الأليم والعقاب بما كانوا يشركون.
पृष्ठ 151