113

रसायल हिकमा

शैलियों

============================================================

لما سمع العقل ذلك من البار العلي سبحانه، نظر إلى شخصه فراه بلا نظير يشاكله، ولا ضد يقاومه، ولا ند يعادله، فاعجبته نفسه وظن اهه لا يحتاج إلى أحد أبدا، ولا يقوم له ضد يعانده، ولا ند يقاومه واه يقوم في جميع الآدوار وحده بلا ضد. فابدع مولانا العلي سبحان من طاعته معصية، ومن نوره ظلمة، ومن تواضعه استكبارا، ومن حلمه جهلا، فصارت أربعة طبائع مذمومة، بإزاء الأربعة طبائع المحمودة، التي ي العقل وطبائعه، وهي حرارة العقل، وقوة النور، وسكون التواضع ، و برودة الحلم، وليونة الهيولى الداخل في الطبائع الخارج منهم؛ فقام بازاء كل آلة منها دينية آلة ضدية معاندة للعقل، عاصية لأمره ونهيه ، يرى روحه متله وشكله، وان إبداعه منه بغير واسطة بينهما.

فعلم العقل انها محنة ابتلاه بها مبدعه العلي الآعلى سبحانه حيث راى روحه بالكمال والقدرة، فاقر عند ذلك بالعجز والضعف، واستغفر من ذنبه وتضرع إلى مولانا العلي الأعلى ، سبحانه وتعالى في معونته على الضد، وقال : لا إله إلا مولانا، اعني بذلك انه لا إله كامل بالقدرة والسلطان إلا العلي الأعلى ، إله الآلهة تبارك وتعالى ، الذي لا ضد له ولا ند ولا شبه سبحانه وتعالى؛ وسأله بان يجعل له معينا على الضد المخالف، وخليفة ينوب عنه عند المؤالف، ليستغني به عن مخاطبة الضد ومشاكلة الند، فابدع العلي سبحانه من ذلك الشوق والتضرع فس الحدود، وجعله ذا مصته وتاليا لخدمته ، سامعا له مطيعا لأمره، وجعل له نصف الحركة والفعل، فصار بمنزلة الأنثى والعقل بمنزلة الذكر وبهذا السبب جعل "للذكر مثل حظ الأنثيين" [11/4]، وجميع الحدود اولادهما، فاراد بالذكر العقل، والأنثى هي النفس، والكلمة فوق السابق الذي عرفوه الشيوخ، والنفس فوق الكلمة؛ والعقل فوق الكل

पृष्ठ 573