============================================================
لاتوجد إلا بصناعة التحليل . ولا أدرى ما حل يعقوب على الإضراب عن هذه الصناعة الجليلة : هل جهل مقدارها ، أم ضن على الناس بكشفه، وأى هذين كان فهر تقص فيه . وله بعد هذا رسائل كثيرة فى علوم ظهرت له فيها آراء فاسدة ومذاهب بعيدة عن الحقيقة.، وبلاحظ صاعد فى حق الكندى آنه فى بمض كتبه ككان ينصر مذهبه * بحجج غيرصحيحة، بعضها سوفطائية وبعضها غطاية، و كأن القفطى يردد كلام صاعد ، إذ يقول فى ترجته للكندى إنه " كان مع تبحره فى العلم يأتى بما يصنفه مقصرا ، فيذكر حيجا غير تطعية، ويأثى مرة بأقاويل خطابية واقاوبل شعرية . وأهمل صناعة التحليل التى لا تتحرر قواعد المنطق إلا بها . قإن يكن جهلها فهو نقص عظيم وإن يكن ضن بها فليس ذلك من شيم العلاء . وأما صناعة التركيب التى قصدها فى تواليفه فلا ينتفع بها إلا المنتهى الذى هو فى غنى عنها بتبعره في هذا النوع ، (1) .
ويقول ابن أبي أصببعة (2) إن كلام صاعد فيه تحامل كبير على فيلسوف العرب الاوان ما يقوله ليس * ما يحط من علم الكندى ولا ما يصد الناس عن النظر فى كتبه والانتفاع بها، . ولاشك أن ابن أب أصيبعة على حق ؛ فاغلب الظن أن بكون كلام صاعد وكلام القفطى راجمين إلى أصل مشترك معاد للكندى، أو أن يكون الذى حمل الاول على ماذهب إليه ونقله عنه الثانى على الأرجع هو عدم الإلمام بكل ما كتبه الكندى أو عدم الفهم التفصيلى اكل ما كتب . ولانننظر أن يكون صاعد فى المغرب عارفا بكل كتب الكندى فى المشرق وملما بكل ماتحتويه، ولذلك نجده، بحسب مدى معرفته بمصتفات فيلسوفنا، بقدرها بما يزيد على خمسين تأليفا ، على حين انها عند ابن النديم مثلا تبلغ حوالى مائتين وثمانية وثلاثين كتابا (4) .
مهما يكن من شيء فانه ليس من اليسير آن نفهم وجه طعن صاعد، خصوصا اذا علنا أن الكندى عنى بالمنطق، فكتب رسالة مستوفاة فى والمدخل المنطق، ورسالة أخرى موجزة، وعل ختصرات وجوامع أخرى مشيرة وغيرمشجرة لكتاب المقولات كما أنه اختصر كتاب العبارة وفسر أنا لو طبقى الأولى، وهو كتاب تحليل القياس ، وأنا لوطيقى الثانية، وهو كتاب البرهان، وفسر أيضا (1) ابار الحكماء س 241(2) طبات الأطباء *1 ص 209
पृष्ठ 40