«الذين يقيمون الصلاة» نحمله على الواحد الذي بيناه.
فان قيل: أليس قد روي ان هذه الآية نزلت في عبد الله بن سلام [1] وأصحابه فما أنكرتم ان يكون المعني ب «الذين آمنوا» هم دون [من] ذهبتم اليه.
قلنا: أولا ما نقول انا إذا دللنا على ان هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) بنقل الطائفتين المختلفتين، وانما ذكرناه من اعتبار الصفة المذكورة في الآية وانها ليست حاصلة في غيره فقد بطل ما روى من هذه الرواية.
على ان الذي روى من خبر عبد الله بن سلام خلاف ما ذهب إليه السائل وذلك انه روى ان عبد الله بن سلام كان بينه وبين [اليهود] محالفة فلما أسلموا قطعت اليهود محالفته وتبرءوا منهم فاغتم بذلك هو وأصحابه فأنزل الله هذه الآية تسلية لعبد الله بن سلام وانه قد عوضهم من محالفة اليهود ولاية الله وولاية رسوله وولاية الذين آمنوا.
والذي يكشف عن ذلك انه قد روى انه لما نزلت الآية خرج النبي (صلى الله عليه وآله) من البيت فقال لبعض أصحابه: هل أحد اعطى السائل شيئا؟
فقالوا: نعم يا رسول الله قد اعطى على بن أبي طالب السائل خاتمه وهو راكع فقال النبي (صلى الله عليه وآله): الله أكبر، قد انزل الله فيه قرآنا [2] ثم تلا الآية إلى آخرها وفي ذلك بطلان ما توهمه السائل.
دليل آخر ومما يدل أيضا على إمامته (عليه السلام) ما تواترت به الاخبار من قول النبي (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم
حين رجع من حجة الوداع بعد ان جمع الناس ونصب الرجال ورقى إليها وخطب ووعظ وزجر ونعي إلى الخلق نفسه ثم قررهم على فرض طاعته بقوله: (الست اولى بكم منكم) [3] فلما قالوا بلى قال عاطفا على ذلك فمن كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) .. [4]
पृष्ठ 133