وقد أحب أمير المؤمنين أن يتقدم إليهم فيما بلغه عنهم، وأن ينذرهم ويوعز إليهم ويعلمهم ما في أعناقهم عليها، وما لهم في قبول ذلك من الحظ، وعليهم في تركه من الوزر فأذن بذلك فيهم وأشده في أسواقهم، وجميع أنديتهم وأوعز إليهم فيه، وتقدم إلى عامل شرطتك في إنهاك العقوبة لمن رفع إليه من أهل الاعتكاف عليها، والإظهار للعب بها وإطالة حبسه في ضيق وضنك، وطرح اسمه من ديوان أمير المؤمنين وأفطمهم، عما نهجوا به من ذلك والتمس بشدتك عليهم فيها وإنهاكك بالعقوبة عليه ثواب الله وجزاءه، واتباع أمير المؤمنين ورأيه، ولا يجدن أحد عندك هوادة في التقصير في حق الله - عز وجل - والتعدي لأحكامه فتحل بنفسك ما يسوءك عاقبة مغبته، وتتعرض به لغضب الله - عز وجل - ونكاله، واكتب إلى أمير المؤمنين ما يكون منك - إن شاء الله - والسلام.
وله تحميد في أبي العلاء الحروري:
الحمد لله الناصر لدينه وأوليائه وخلفائه، المظهر للحق، وأهله، والمذل لأعدائه وأهل البدعة والضلالة، الذي لم يجمع بين حق وباطل، وأهل طاعة ومعصية إلا جعل النصرة والفلج والعاقبة لأهل حقه وطاعته، وجعل الخزي والذلة والصغار على أهل الباطل والخلاف والمعصية - حمدا يتقبله ويرضاه ويوجب به لأمير المؤمنين، وأهل طاعته الزيادة التي وعد من شكره، والحمد لله على ما يتولى من إعزاز أمير المؤمنين ونصره وإفلاجه، وإظهار حقه على ما وقع بأعدائه وأهل معصيته والخلاف عليه من سطواته ونقماته وبأسه، فيما ولي أمير المؤمنين من موالاة من والاه وعداوة من بغى عليه وعاداه، لا يكله في شيء من الأمور إلى نفسه ولا إلى حوله وقوته ومكيدته؛ فإنه لا حول ولا قوة لأمير المؤمنين إلا به.
تحميد لعبد الحميد في فتح:
الحمد لله العلي مكانه، المنير برهانه، العزيز سلطانه، الثابتة كلماته، الشافية آياته، النافذ قضاؤه، الصادق وعده، الذي قدر على خلقه بملكه، وعز في سماواته بعظمته، ودبر الأمور بعلمه، وقدرها بحكمه على ما يشاء من عزمه، مبتدعا لها بإنشائه إياها، وقدرته عليها واستصغاره عظيمها، نافذا إرادته فيها لا تجري إلا على تقديره، ولا تنتهي إلا إلى تأجيله، ولا تقع إلا على سبق من حتمه، كل ذلك بلطفه وقدرته وتصريف وحيه، لا معدل لها عنه، ولا سبيل لها غيره، ولا علم أحد بخفاياها ومعادها إلا هو؛ فإنه يقول في كتابه الصادق:
وعنده مفاتح الغيب (الأنعام: 59).
ولعبد الحميد في فتح يعظم فيه أمر الإسلام:
أما بعد: فالحمد لله الذي اصطفى الإسلام دينا، رضي شرائعه، وبين أحكامه، ونور هداه، ثم كنفه بالعز المؤيد، وأيده بالظفر القاهر، وآزره بالسعادة المنتجبة، وجعل من قام به داعيا إليه من جنده الغالبين وأنصاره المسلطين، كلما قهر بهم مناوئا أورثهم رباعهم المأهولة، وأموالهم المثرية ودارهم الفسيحة، ودولتهم المطولة أمرا حتما على نفسه، ثم جعل من عاندهم وابتغى غير سبيلهم مسالما، قد استهوته ذلة الكفر بظلمها، وحيرة الجهالة بحوارها وتيه الشقاء بمغاويه، وكلما ازدادوا لدعوة الحق إباء ازداد الحق إليهم ازدلاقا، وعليهم عكوفا وفيهم إقامة إلى أن يحل بهم عز الغلبة ونجاة المتجاوز، داعين فيما شوقهم إليه، محافظين على ما ندبهم له، قد بذلوا في طاعة الله دماءهم، وقبلوا المعروض عليهم في مبايعة ربهم لهم بأنفسهم الجنة، محمود صبرهم، مسهل بهم عزمهم إلى خير الدنيا والآخرة.
والحمد لله الذي أكرم محمدا
صلى الله عليه وسلم
अज्ञात पृष्ठ