أعظم الله أجرك في كل مصيبة، وأوزعك الشكر على كل نعمة، اعرف لله حقه، واعتصم بما أمر به من الصبر؛ تظفر بما وعد من عظيم الأجر.
وتعزية لابن المقفع:
أما بعد: فإن أمر الآخرة والدنيا بيد الله هو يدبرهما، ويقضي فيهما ما يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه؛ فإن الله خلق الخلق بقدرته، ثم كتب عليهم الموت بعد الحياة، لئلا يطمع أحد من خلقه في خلد الدنيا، ووقت لكل شيء ميقات أجل لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون، فليس أحد من خلقه إلا وهو مستيقن بالموت، لا يرجو بأن يخلصه من ذلك أحد، نسأل الله خير المنقلب، وبلغني وفاة فلان فكانت وفاته من المصائب العظام التي يحتسب ثوابها من ربنا، الذي إليه منقلبنا ومعادنا وعليه ثوابنا، فعليك بتقوى الله والصبر وحسن الظن بالله؛ فإنه جعل لأهل الصبر صلوات منه ورحمة، وجعلهم من المهتدين.
ولابن المقفع في السلامة:
أما بعد: فقد أتاني كتابك فيما أخبرتنا عنه من صلاحك وصلاح ما قبلك، وفي الذي ذكرت من ذلك نعمة مجللة عظيمة، نحمد عليها وليها المنعم المتفضل المحمود، ونسأله أن يلهمنا وإياك من شكره وذكر ما به مزيدها وتأدية حقها، وسألت أن أكتب إليك بخبرنا ونحن على حال لو أطنبت في ذكرها، لم يكن في ذلك إحصاء للنعمة، ولا اعتراف لكنه الحق، فنرغب إلى الذي تزداد نعمه علينا في كل يوم وليلة تظاهرا، ألا يجعل شكرنا منقوصا ولا مدخولا، وأن يرزقنا مع كل نعمة كفاءها من المعرفة بفضله فيها، والعمل في الأداء إليه حقها، إنه ولي قدير.
وله كتاب للثقفي في السلامة:
أما بعد: فإن مما نمق الله به مناقبك الكريمة المحمودة الغانية عن القول والوصف، أنك موضع المؤنات عن إخوانك حمال عنهم أثقال الأمور، مما وضعت عنه المؤنة ارتفاعك عن الأمور التي يطأطأ إليها الكلام على ألسنة الناس، إذا باحوه وبهرجوه، وضيعوا القول ونسوا القصد فيه، وأخذوا به في كل فن، وأصفوا بصفوته غير أهلها، فيما لا ينبغي لهم من التشبيه والتوقير والتفضيل، كان من خبري بعدك أني قدمت بلد كذا، فتهيأ لي بعض ما شخصت له، والمحمود على ذلك الله - عز وجل - وأنا على أن يأتيني خبرك محتاج، فأما جملة خبري في فراقك، فقلبي مكة كل ما سواك حرام فيها.
وله جواب في السلامة:
أما بعد: فقد أتاني كتاب الأمير رجعة كتابي إليه، فكان فيه تصديق الظن، وتثبيت الرأي، ودرك البغية والله محمود، فأمتع الله بالأمير وأمتعه بصالح ما آتاه، وزاده من الخيرات مستعمرا له فيه، مستعملا بطاعته التي بها يفوز الفائزون، والذي رزق الله من الأمير فهو عندي عظيم نفيس، وكل الذي قبلي عن مكافأته فمقصر، إلا أنه ليس في النية تقصير، ولا بلوغ لشيء من الأمور إلا بتوفيق الله - عز وجل - ومعونته، والسلام.
وله في السلامة جواب أيضا:
अज्ञात पृष्ठ