فشعره ينطق بلسان الجزالة، عن جنان الأصالة، فلا تسمع له إلا كلاما فصيحا، ومعنى مبينا صريحا، وإن كان شيخ الوقار، والشرف والفخار لبادئات في شعره وهي دلائله، قبل أن يعلم قائله.
وأما العبسي:
فمجيد في أشعاره، ولا كمعلقته انفرد بها انفراد سهيل، وغبر في وجوه الخيل، وجمع فيها بين الحلاوة والجزالة، ورقة الغزل وغلظة البسالة، وأطال واستطال، وأمن السآمة والكلال.
وأما زهير:
فأي زهير! بين لهوات زهير حكم فارس، ومقامات الفوارس، ومواعظ الزهاد، ومعتبرات العباد، ومدح يكسب الفخار، ويبقى بقاء الأعصار، ومعاتبات مرة تحسن، ومرة تخشن، وتارة تكون هجوا، وطورا تكاد تعود شكرا.
وأما ابن حلزة:
فسهل الحزون، قام خطيبا بالموزون، والعادة يسهل شرح الشعر بالنثر، وهذا أسهل السهل بالوعر، وذلك مثل قوله:
أبرموا أمرهم عشاء فلما
أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
من مناد ومن مجيب ومن تص
अज्ञात पृष्ठ