रसाय अहज़ान
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
शैलियों
6
ثم ارتجت ثم ... تنفجر.
ولم أكتب إليك من قبل؛ لأني أحب بلا غاية أباهيك بها، ولا غرض أستعينك عليه، ولا سر أستودعك إياه، وهل رأيت الحب ينكشف إلا في واحدة من هذه الثلاث، وهل انكشف قط إلا تتابعت عليه أمور وأمور، وامتلأت منه الأنفس بالظنون والغفلات؟
لقد أحببت فتاة كأنها قصيدة غزلية في ديوان شعر لا خطبة سياسية في حفلة ... فما ثم إلا معنى دقيق لطيف خلاب ساحر؛ كل قولي له: أريد أن أفهمك قوله لي تأمل تفهم.
إن ألذ المعاني في هذا الجمال ما جعل ينبو في يديك كلما ألقيتهما عليه كيلا تستمكن منه؛ ففي كل نبوة يظهر لك منه جانب وأنت معه في ارتفاع وانخفاض أبدا، ولا تزال تجري ويجري، أما أنت فتشتد جهدا في سبيله، وأما هو ففي سبيل منبعه من الجمال الأعلى الذي أفاضه موجة منه، فكأنك ذاهب إلى الجنة حيا، لا يمر بك إلا في روح، وريحان على طريق من لذة النفس لا تنتهي؛ إذ هي من حيث لا نعرف إلى حيث لا نعرف، وتغدو كأنك في تلك اللذات الروحية طفل لا يكل ما دام في عمر الحب، والحب الروحي الصحيح إنما هو كالطفولة لا تعرف وجه الفتى إلا شبيها بوجه الفتاة فليس فيه تذكير وتأنيث، بل حالة متشابهة كاخضرار الشجر تبعث عليها الحياة حين لا يجيء الحسن فيها إلا من جهة القلب، وما أرى الشجرة حين تخضر إلا قد نبتت فيها كلمة من قدرة الله ذات حروف كثيرة؛ ولا الزهرة حين تتعطر إلا قد لاح في جمالها معنى بديع من حكمة الكلمة الإلهية، ولا الإنسان حين يعشق عشقا صحيحا كما تروح الشجرة وتنفطر،
7
إلا قد صار قلبه كتابا من تلك الحكمة النقية الجميلة المعطرة.
كذلك يكون هذا الحب عند الذين خلقوا للشعر والحكمة إذا هم اتصلوا به فإنه لا يهبط إليهم من السماء إلا ليملأ أوعيتهم؛ وفي هؤلاء خاصة يكون الحب الإنساني هو السرب
8
الذي يتخذونه سبيلهم إلى غور ما
अज्ञात पृष्ठ