============================================================
وسقل ابن سبعين عن مقام الرضا، واتقطع عن التوحيد، إذ هو في ملاحظة الغيرية، ومكابدة الأضداد بآفة الانتصار، والمقابلة ظاهرة في هذه الوجوه التى ذكرناها.
والموفى ليس بسالم فلا سلامة في الانتصار والمقابلة إلى العدو عند السعداء وأهل الله تعالى، ولا سلامة في ابقاء العداوق فلم يق من القسمة الا ازالة عداوته بالتحلق والاحتمال والإحسان، وذلك الإحسان يؤدى الى انقلاب عداوته صحبة، ومنافرته الفة وهذا هو الصلح في قوله: (والسلم للعدو سلامة).
فانه قد سلم من آن يهلك أو يهلك، وسلم من إشغال الوقت، وملاحظة الأغيار، وسلم من نقص الانتصار، وشؤم الحظ النفسني، فقد سلم ديته وطريقه وثبت كماله وتخلقه بالرحمانية المحصة بالسعداء والموجودة في الأولياع فقد سلم طريق صعادته، وزالت العداوة والضدية من عدوه بالإحسان، وأمن من مكرهه فقد سلم من خوفه في الدنياه وقد ثبتت سلامته: سلامة الدنيا والآحرة، ونقل عدوه من المهالك، وطريقة الأشقياء: فقد سلم التحلق بالاحسان نفسه وعدوه من آفات الدنيا والآحرة بصلحه وإحساته، وهنا تصريف عظيم، وفضل عيم، وحكمة بالغة.
وهي المراد من قوله: (ولا يستوى الحسنة ولا السئيتة اذقغ بالتي هي أخسن قإذا الذى بينك وبينه عداوة كائه ولي حبمم) [فصلت: 34].
وايضا الانتصار اذا قدرنا ظفر المتتصر بعدوه وهلكهه قد تحدث له من أسباب المهالك اعداه كثيرة، ويتسلسل الأمر، وكذلك في أنسابه هوه ويؤدى الى فساد عظيم وهلك الفحين، وتضيع ولته، وانقطاعه عن اللى وهنا حرمان عظيم وشقاوة لا سلامة فيها، ولو قدرنا العدو من غير دينه، ويجب عليه زوال عداوته شرتا وقتاله.
قلناء ان حذبه بالاحسان والحكمة والسياسة أحمد عند الشرع، وأولى وأحب لله؛ لأنه أزال عداوته وجذيه للاسلام، وكان رحيبا كرييا، متابعا لسنة النبى 5؛ لأنه كان يجذب الناس للاحسان مثل حذبه للمولفة قلوهم وكذلك بالاحتمال فانه كان يغفر للشسيء له، وبدعر له بالمغفرق وهنا حير عظيم، فقد سلم الصطلح مع عدوه والتحلق عليه من آفات الدنيا والآحرة، وقرب من الله تعالى بالتحلق بأسائه، ومن النبى كل بتبعيته، وهذه هي السلامة من كل الجهات، والمراد بقوله: (والسلم للعدو سلامة).
وقوله : (والصلح مع جملتك صلاح).
اما للتاكيده لأن السلم هو الصلح لغة، فتكريره إما للتاكيد وإما جاء تكريره لفائدة
पृष्ठ 106