============================================================
شرح رسالة العمد لبعض تلاعين ابن سبعين وقوله تعالى: (إن الله مع اللين القوا واللين فم مخسنون) [النحل: 128] .
ولا يفهم من هذه المعية معية الزمان، ولا معية المكان، ولا معية المرتبة، ولا معية الجنس؛ ولاتا يفهم منها التحصيص والاعتاء والقرب اذ قد جعل صفته ذات العبد الصوص، وطهره من صفات الشيطان والنفس ونقص العبودية، واستولى عليه هو، وجعله جموع أساته، واستحقه من كل الجهات، وجعل ذاته آنيته وكأته هو.
لأنا نقول: الإحسان صفة الحق، وهى ذات العبد المحسن فذات العبد صفة الله، والصفة ليت بزائدة على الموصوف، والموصوف هو اللى فنات المحسن هو الله ويفهم هذا من قوله تعالى : (إن الذين ثبايغوكك إلما يبايغون الله) [الفتح: 10].
وقوله: (والله غالب على أفره) [يوسف: 21]، فافهم ذلك.
وأيضا الرحم منهم الأهل القريب للانسان، والآباء لم يكونوا أهلا قرييا للانسان إلا لكوبهم سبب وجوده وهم في السببية على جهة المحاز حاصة والرحم القريب حقيقة: هو الله تعالى، وهو السبب في وجودة ووجود آبائه، ورجود كل شيعه وهو السبب الذاتي لماهية العبد الممكن، وهو الزم إليه من كل شيع، وأقرب من كل قريب، إذ لو قدرنا ارتفاعه؛ ارتفع وحود العبد فذهب، وقد يقدر ارتفاع الآباع والأهل الأقارب، وتبقى ماهيته على ما هي عليه، ولا يتقص منها شيعه وهنا موجود في العالم أبدا، فهم إذا سبب عرضي، وأهل بالعرض.
وكذلك القول في الجار، وغير ذلك؛ فالرحم حقيقة: هو الله تعالى، وكذلك الجار قيقة: هو هو، اذ لو قدرتا مفارقة اجاده من العبد لم يوجد، وهو جاره لأنه يلازمه من كل الجهات حتى إن كل قوة في الإنسان، وكل عضو روحاثي أو حسماني الله؛ هو المقوم له والمتم وهو الظاهر في جميعه، والموجود فى وجوده حتى انه يستحقه كما تقدم وبه تانس ضير العارف، وله يلحظ وهو الذي يصر ومعه بيعضر، وهو الحاضر فى حضوره ومعه وبعده، وهو يلازمه ملازمة ذاتية، والأهل الذين يتأنس بهم الجاهل.
وكذلك الجيران هو مفارق لم في اكثر أزمتته، ويذهب عنهم بالسفر والموت، وغير ذلك وقد تخلق له فيهم العداوة والضدية، وغير ذلك، ويكونون أبعد الناس اليه، والحق تعالى يستحيل مفارقته إليه، وكذلك بعده عنه حال، وكذلك التضاده لأنه يصله بخيره وفضله واحسانه، ويؤنه في سفره وحضرهه وينصره في اضطراره اذا لجأ إليه وهو معه أينما كان من المراتب والأحوال والعوالم كلها، فإذا وصله العبد بطاعته، والتحلق بأسائه، وعرفته والأدب معه وبقطع كل ما سواه وزوال الغيرية من قلبه وجملته فدعاه بمعنى
पृष्ठ 101