रसाइल इख्वान अल-सफा और खिलान अल-वफा
رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء
शैलियों
والرابع علم حوادث الجو، وهو معرفة كيفية تغييرات الهواء بتأثيرات الكواكب بحركاتها ومطارح شعاعاتها على هذه الأركان وانفعالاتها منها وخاصة الهواء؛ فإنه كثير التلون والتغير من النور والظلمة والحر والبرد وتصاريف الرياح والضباب والغيوم والأمطار والثلوج والبرد والبروق والرعود والشهب والصواعق وكواكب الأذناب وقوس قزح والزوابع والهالات وما شاكلها مما يحدث فوق رءوسنا من التغييرات والحوادث.
والخامس علم المعادن، وهو معرفة الجواهر المعدنية التي تنعقد من البخارات المحتقنة في باطن الأرض، والعصارات المنعقدة في الأهوية وكهوف الجبال، وقعور البحار من العقاقير والجواهر من الكباريت والزوابيق والشبوب والأملاح والنوشادر والذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص والأسرب والكحل والزرنيخ والبلور والياقوت والبازهرات وما شاكلها، ومعرفة خواصها ومنافعها ومضارها.
والسادس علم النبات، وهو معرفة كل نبت يغرس أو يبذر أو ينبت على وجه الأرض أو في رءوس الجبال أو قعر المياه أو شطوط الأنهار من الأشجار والزروع والبقول والحشائش والعشب والكلاء ومعرفة كمية أنواعها وخواص تلك الأنواع ومواضع منابتها من البقاع وكيفية امتداد عروقها في الأرض وارتفاع فروعها وأصولها في الهواء؛ وانبساطها على وجه الأرض وتفرق فروعها في الجهات وأشكال أغصانها من الطول والقصر والدقة والغلظ والاستقامة والاعوجاج. وكيفية أشكال أوراقها من السعة والضيق واللين والخشونة وألوان أزهارها وأصباغ أنوارها وكيفية صور ثمارها وحبوبها وبذورها وصموغها وطعومها وروائحها وخواصها ومنافعها ومضارها واحدا واحدا.
والسابع علم الحيوان، وهو معرفة كل جسم يغتذي وينمى ويحس ويتحرك مما يمشي على وجه الأرض أو يطير في الهواء أو يسبح في الماء أو يدب في التراب أو يتحرك في جوف جسم آخر كالديدان في جوف الحيوان وفي لب النبات والثمر والحبوب وما شاكلها، ومعرفة كمية أجناسها وأنواع الأجناس وخواص تلك الأنواع ومعرفة كيفية تكونها في الأرحام أو في البيض أو في العفونات؛ ومعرفة كيفية تأليف أعضائها وتركيب أجسادها واختلاف صورها وائتلاف أزواجها وفنون أصواتها ومنافرة طباعها وتباين أخلاقها وتشاكل أفعالها ومعرفة أوقات هيجانها وسفادها واتخاذ أعشاشها ورفقها بتربية أولادها وتحننها على صغار نتاجها ومعرفتها بمنافعها ومضارها وأوطانها وأربابها وأعدائها ومعارفها، وما شاكل ذلك.
فالنظر في هذه كلها والبحث عنها ينسب إلى العلوم الطبيعيات، وكذلك علم الطب والبيطرة وسياسة الدواب والسباع والطيور والحرث والنسل وعلم الصنائع أجمع داخل في الطبيعيات.
(6) فصل في العلوم الإلهية
والعلوم الإلهية خمسة أنواع: أولها معرفة الباري - جل جلاله - وعم نواله وصفة وحدانيته وكيف هو علة الموجودات وخالق المخلوقات وفائض الجود ومعطي الوجود ومعدن الفضائل والخيرات وحافظ النظام ومبقي الدوام ومدبر الكل وعالم الغيب والشهادة لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وأول كل شيء ابتداء وآخر كل شيء انتهاء وظاهر كل شيء قدره وباطن كل شيء علما، وهو السميع العليم اللطيف الخبير الرءوف بالعباد، عز شأنه، وجلت قدرته، وتعالى جده، وجل ثناؤه، ولا إله غيره، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
والثاني علم الروحانيات وهو معرفة الجواهر البسيطة العقلية العلامة الفعالة التي هي ملائكة الله، وخالص عباده وهي الصور المجردة من الهيولى، المستعملة للأجسام المدبرة بها لها ومنها أفعالها ومعرفة كيفية ارتباط بعضها ببعض وفيض بعضها على بعض، وهي أفلاك روحانية محيطات بالأفلاك الجسمانية.
والثالث علم النفسانيات، وهي معرفة النفوس والأرواح السارية في الأجسام الفلكية والطبيعية من لدن الفلك المحيط إلى منتهى مركز الأرض ومعرفة كيفية إداراتها للأفلاك وتحريكها للكواكب وتربيتها للحيوان والنبات وحلولها في جثث الحيوانات وكيفية انبعاثها بعد الممات.
والرابع علم السياسة وهي خمسة أنواع: أولها السياسة النبوية، والثاني السياسة الملوكية، والثالث السياسة العامية، والرابع السياسة الخاصية، والخامس السياسة الذاتية.
अज्ञात पृष्ठ