राक्सत ज़िलाल साइदा

रिहाब सलाह दीन d. 1450 AH
74

राक्सत ज़िलाल साइदा

رقصة الظلال السعيدة

शैलियों

قال: «شكرا، طبعا يمكنني أن أستخدمه.»

جيد أنني فعلت ذلك، هذا ما خطر لي؛ لأننا حين وصلنا إلى باب منزلنا وقلت: «حسنا، تصبح على خير.» وبعد أن قال «أه، حسنا، تصبحين على خير.» مال ناحيتي وطبع قبلة، قبلة خاطفة، على زاوية فمي، بطريقة توحي بأنه شخص يعلم مهمته حين يحين وقتها. ثم استدار عائدا إلى البلدة، دون أن يدري بأنه كان منقذي؛ لأنه أعادني من عالم ماري فورتشن إلى العالم الطبيعي.

درت حول المنزل إلى الباب الخلفي وأنا أفكر في أنني ذهبت إلى حفل راقص، وأن فتى أوصلني إلى المنزل وقبلني. كان هذا حقيقيا. حياتي ممكنة. مررت بجانب نافذة المطبخ ورأيت أمي. كانت تجلس واضعة قدميها على باب الفرن المفتوح، تشرب الشاي من فنجان بدون الصحن المخصص له. كانت فقط تجلس في انتظار أن أعود إلى المنزل وأخبرها بكل ما حدث. لم أكن لأفعل ذلك، أبدا. لكن حين رأيت انتظارها بالمطبخ وهي في «روبها» الفضفاض، المشجر المزغب باهت الألوان، ووجهها الذي كان ناعسا لكنه مترقب في لهفة؛ أدركت حجم الالتزام الملح الذي لا يمكن تفسيره المفروض علي: أن أكون سعيدة، وكيف أنني كدت لا أفي به، وكيف من الممكن ألا أفي به، دون أن تدري هي عن ذلك شيئا.

بعد ظهيرة يوم الأحد

دخلت السيدة جانيت المطبخ تخطو بخفة على وقع لحن يعزف في رأسها، وتلوح بذيل ثوبها الصيفي من القطن المصقول الموشى بالورود. كانت ألفا بالداخل تغسل الأكواب. كانت الساعة الثانية والنصف، وكان الناس قد بدءوا يدخلون لاحتساء الشراب في حوالي الثانية عشرة والنصف. كانوا الأشخاص المعتادين؛ فقد سبق لألفا أن رأت معظمهم عدة مرات من قبل، خلال الأسابيع الثلاثة التي عملت فيها لدى آل جانيت. كان هناك أخو السيدة جانيت، وزوجته، وآل فانس وآل فريدريك. وحضر والدا جانيت لمدة قصيرة، بعد أدائهما الصلاة في كنيسة سان مارتن، مصطحبين معهما ابن أخ، أو ابن عم، شابا ظل ماكثا بعد مغادرتهما إلى المنزل. كان فرع العائلة من ناحية السيدة جانيت يشكل الجانب القويم من العائلة؛ فقد كان لها ثلاث أخوات، كلهن جميلات، ومحترمات وغير طائشات، وأكثر نشاطا إلى حد ما من السيدة جانيت. ولها أيضا هذان الأبوان اللذان يتسمان بدرجة عظيمة من بهاء المنظر والبيان في الكلام، واللذان اكتسى شعرهما باللون الأبيض الناصع. كان والد السيدة جانيت هو صاحب الجزيرة الواقعة في خليج جورجيا، التي بنى فيها منزلا صيفيا لكل بنت من بناته؛ إنها الجزيرة التي كانت ألفا ستراها في غضون أسبوع. من ناحية أخرى، كانت والدة السيدة جانيت تعيش في شطر من البيت المبني بالآجر الأحمر في شارع يخلو من الشجر ويحوي منازل مماثلة مبنية بالآجر الأحمر، بالقرب من قلب المدينة. كانت السيدة جانيت تمر عليها مرة في الأسبوع، فتأخذها في جولة بالسيارة ثم تأتي بها إلى المنزل لتناول طعام العشاء، ولا يشرب أحد حينئذ إلا عصير العنب إلى أن تعود إلى منزلها. حدث ذات مرة، حينما اضطر السيد والسيدة جانيت للخروج مباشرة بعد العشاء، أن جاءت إلى المطبخ ورتبت الأطباق بدلا من ألفا. كانت حادة وفاترة معها إلى حد ما، مثلما كان نساء عائلة ألفا يتصرفن مع أية خادمة. لكن لم تلق ألفا بالا لذلك مثلما تعنى بما تجده من عذوبة العشرة ومراعاة المشاعر لدى أخوات السيدة جانيت.

فتحت السيدة جانيت الثلاجة ووقفت أمامها ممسكة ببابها، ثم قالت أخيرا، بما يشبه القهقهة: «ألفا، أظن أننا ينبغي أن نتناول الغداء ...»

قالت ألفا: «حسنا.» فوجهت السيدة جانيت ناظريها نحوها. لم تتفوه ألفا قط بأي خطأ، خطأ حقيقي، شيء فظ، ولم تكن السيدة جانيت خيالية بحيث تنتظر من فتاة في المرحلة الثانوية، بل وريفية، أن ترد: «أمرك سيدتي» مثلما كان يفعل الخدم المسنون في مطبخ والدتها؛ لكن نبرة ألفا كانت تحمل دائما طبيعية مصطنعة، نغمة عدم اكتراث مفرط وود يبعث على الانزعاج أكثر من أي شيء آخر لأنه كان لا يتيح للسيدة جانيت أن تفكر على الإطلاق في أن تعترض على ذلك. لكنها توقفت عن ضحكها على كل حال. وفجأة، ارتسمت الجدية والوجوم على وجهها الذي اكتسب سمرة وكانت تعلوه مساحيق التجميل.

وقالت: «سلطة البطاطا وخلاصة المرق واللسان، ولا تنسي أن تسخني اللفائف. هل قشرت الطماطم؟ حسنا ... أوه، اسمعي ألفا، لا أظن أن ذلك الفجل يبدو جذابا بأية حال، أليس كذلك؟ من الأفضل أن تقطعيه إلى شرائح، كانت جين تقطعه في شكل وردات، تعرفين كيف يقطعون البتلات في شكل دائري، كان يبدو رائعا.»

بدأت ألفا تقطع الفجل بغير إتقان. كانت السيدة جانيت تجول في المطبخ، عابسة، تمرر أطراف أصابعها فوق مناضد المطبخ الزرقاء والمرجانية. كانت قد رفعت شعرها ولفته فوق قمة رأسها، مما جعل رقبتها تبدو نحيفة للغاية، سمراء وخشنة إلى حد ما بفعل لفح الشمس، وكانت قتامة سمرتها تجعلها تبدو مشدودة البدن وصلبة العود. رغم ذلك، فإن ألفا - التي لم تحمل بشرتها أي قدر تقريبا من سمرة الشمس لأنها كانت تمضي الوقت الحار من اليوم داخل المنزل، والتي كانت وهي في السابعة عشرة من عمرها أكثر سمنة مما تتمنى عند الساقين والخصر - كانت تحسد سيدتها على هذه السمرة وهذا القوام الرفيع، فقد كانت للسيدة جانيت هيئة تجعلها تبدو كأنها قدت من مواد صناعية وراقية تماما. «قطعي كعكة الملاك بخيط رفيع، تعرفين هذا، وسأخبرك بعدد الحلوى المثلجة وعدد حلوى شراب القيقب. فانيليا فقط للسيد جانيت، موجودة في المجمد؛ ثمة الكثير منها، حتى ما يكفي لتحليتك أنت ...» ثم هرعت إلى الفناء صائحة «أوه، ديريك، يا عفريت، ديريك، ديريك!» بنبرة من الحدة والغضب الجذل. عندئذ تذكرت ألفا - التي كانت تعرف أن ديريك هو السيد فانس، وهو سمسار أسهم - في الوقت المناسب ألا تسترق النظر من النصف العلوي للباب الهولندي كي ترى ما يجري. كان هذا أحد الصعوبات التي تواجهها أيام الآحاد، حينما كانوا جميعا يحتسون الشراب، ويستحيلون إلى حالة من الاسترخاء والإثارة؛ فقد كان عليها أن تتذكر أنه يحظر عليها أن تبدي أي قدر من الاسترخاء والإثارة هي الأخرى. بطبيعة الحال لم تكن تحتسي الشراب، إلا من قعور الأكواب بعد أن تعاد إلى المطبخ، على أن يكون الشراب من نوع «الجن» وأن يكون باردا ومحلى. •••

لكن بحلول منتصف فترة ما بعد الظهيرة، صار الشعور بالانفصال عن الواقع، الإحساس بتعاقب مشاعر اللامبالاة والطيش، قويا جدا في البيت. كانت ألفا تلتقي أشخاصا خارجين من الحمام، مهمومين ومغتمين، وتلمح نساء في غرف النوم خافتة الإضاءة يملن ناحية انعكاس صورهن في المرآة، ويطلين شفاههن بأحمر الشفاه في بطء شديد، وقد يغلب شخصا ما النعاس فوق الأريكة الطويلة في حجرة التلفاز. بحلول هذا الوقت تكون الستائر قد أسدلت فوق الحوائط الزجاجية لحجرتي المعيشة والطعام، لتقيها حرارة الشمس، فتبدو تلك الحجرات المفروشة بالسجاجيد والستائر الطويلة المسدلة بألوانها الباردة كأنها سابحة في إضاءة تحت سطح الماء. أحست ألفا أنه يصعب عليها أن تتذكر أن حجرات البيت، هذه الحجرات الصغيرة، يمكن أن تحوي هذا الكم الكبير من الأشياء؛ فهنا، حيث توجد هذه الأسطح الملساء الخاوية، هذه المساحات: رواق واسع وطويل وخال، إلا من مزهريتين طويلتين على الطراز الدانمركي واقفتين قبالة الجدار الأبعد، وسجادة، وجدران وأسقف كلها بدرجات زرقاء من اللون الرمادي؛ هنا تمشي ألفا عبر هذا الرواق، دون أن تحدث أي صوت، تتمنى لو تجد مرآة، أو أي شيء تصطدم به، كي تتأكد من أنها موجودة هنا بالفعل.

अज्ञात पृष्ठ