قال: وكيف أفعل برفيقي هل أتركه في السجن؟
قالت: «وأخاف إذا تأخرت هنا أن تفوت الفرصة والمسافة من هنا إلى الكوفة بعيدة وإني لأعجب منك كيف كنت عالما بخبر هذه المؤامرة ولم تخبر عليا وأنت في الكوفة».
فتنهد وقال: «كفي الملام قد وقع ما وقع وكنت أظن الكتمان يبعد المصيبة وفاتني أن أخبرك بأن المؤامرة ليست على مقتل علي فقط بل هي على مقتل عمرو ومعاوية أيضا». وقص عليها الخبر مختصرا.
الفصل الثاني والأربعون
الحب يعمي ويصم
فاستغربت خولة الخبر وقالت: «مالنا ولهذين إننا نريد الدفاع عن علي الآن ولكنني لم أفهم كيف انتقل خبر قدومكم إلى هنا وأنت تقول أنه كان سرا مكتوما لم يطلع عليه أحد».
فكاد سعيد يسئ الظن بقطام ولكن الحب غشي بصيرته فانتحل سببا آخر وقال: «لا أدري» وخطر له أن يقص عليها حديثه مع قطام ثم أمسك عن ذلك حفظا لعهدها وهو كما قلنا غير مرة سليم النية لا يعرف الدهاء ولهذا السبب نفسه لم يطلق لعواطفه الحرية في حب خولة مع أن الأحوال تقضي عليه بحبها بالنظر لما آنسه من جمالها وحميتها مع استهلاكها في نصرة الحق.
على أنه أدرك مع ذلك أن كتمان خبر المؤامرة عن علي إلى ذلك الحين خطأ ولكنه حمله على غلط قطام لا على سوء قصدها ومع ذلك فقد رأى الأمر سهل الملافاة ولا يزال ثمت باب مفتوح لإنقاذ علي بمجرد إعلامه. ولكن ذلك يدعو إلى السفر السريع وهو لا يعلم ما آل إليه حال عبد الله فقال لها: «إني عازم على الكوفة بأقرب وقت فما الذي أفعله برفيقي وأنا لا أدري إذا كان حيا أم ميتا».
قالت: «غدا نعلم الحقيقة دعني أذهب الآن إلى منزلنا بالفسطاط وامكث أنت هنا إلى الصباح ».
قال: «كيف أستطيع البقاء هنا وحدي ولا صبر لي على استطلاع خبر عبد الله فأرى أن أدخل الفسطاط وأتردد إلى المسجد ولا يعرفني أحد هناك فأما أن أسمع خبرا ممن يفد على المسجد من المصلين أو تبعثي إلى بالخبر».
अज्ञात पृष्ठ