قالت: وما يهمك من أمر هؤلاء الألوف.
قال: «أخاف أن أكون أنا منهم ...».
قالت: وما الذي جاء بك إلى هذا المكان.
قال: كنت ذاهبا إلى عين شمس فتهت وجئت هذا المنزل لأسأل أهله عن الطريق فسمعت بكاءك ويحدثني قلبي أن حديثك يهمني. قولي لقد نفذ صبري.
قالت: أني أخاف العيون ولا أثق بأحد بعد أن غدر بي والدي.. فكيف أثق بالغرباء.
قال: رب غريب أقرب من القريب قولي لا تخافي.
وفيما هما في ذلك سمعا وقع الحوافر وصوت الضوضاء من ناحية عين شمس فدخلت الفتاة الغرفة وجرت سعيدا بثوبه ولم تفه بكلمة فدخل في اثرها وقد تولته الدهشة ولبث صامتا. ولم تمض برهة حتى دنت الضوضاء منهما وسمعا من بين الأصوات قائلا يقول: «لقد وقعتم في أيدينا أيها الخائنون وعرفنا دسائسكم» وسمعا لفظا كثيرا من هذا القبيل فظلا صامتين حتى مر الفرسان كلهم وهم يسوقون جماعة من المشاة موثقين.
فلما تواروا عن البيت لطمت الفتاة وجهها وقالت: «لقد نالوا بغيتهم قبحهم الله وقبضوا على الجماعة».
فقال: وأي جماعة؟ هل قبضوا على جماعة عين شمس؟
قالت: نعم إنهم قبضوا عليهم وا أسفاه.
अज्ञात पृष्ठ