منتهى الدهاء
فلما خلت قطام بسعيد قالت له: «ومن هو هذا الشاب هل أنت واثق به؟»
قال بنغمة المحب المفتون: «إنه رفيق صباي وموضع أسراري ولا أخشى بأسا من إطلاعه على كل شيء.
قالت: وهل أطلعته على عهدنا؟
قال: نعم يا حبيبتي وهل ترين ما يمنع ذلك؟
قالت: كلا لا أرى مانعا ولكنني أود أنك لم تطلعه عليه لخاطر خطر لي بعد ذهابك إلى مكة.
فاستبشر سعيد بهذا الاستهلال فقال: «لا أرى بأسا في ذلك لأني أعرف ضميره ولي فيه ثقة تامة. وما الذي خطر لك؟»
قالت: «سأقصه عليك وأرجو أن تطاوعني عليه ولا تطالبني بما سبق من العهود».
قال: قولي ما تريدين. وما تريدينه إنما هو العهد الذي نتعاهد عليه. فإني رهين إشارتك.
قالت: أتذكر أنك جئت إلينا يوم سفرك ولم تجدني في البيت؟
अज्ञात पृष्ठ