140

أما هو فلما آنس فيها ذلك الاضطراب حمله محمل الخجل وهو عادي في الفتيات في مثل هذه الحال. فوضع يده على شعرها المسدول على كتفها وقال لها «لا تخجلي يا بنية إن والدك يخاطبك وليس أحد سواه وقد تم الأمر على يد الأمير وهو شرف كبير لنا كما تعلمين».

فأجابت وهي لا تزال تنظر إلى الأرض وقالت «وهل ضرب لذلك أجلا».

قال «لقد ضرب أجلا لذلك أسبوعا».

قالت «فليكن ثلاثة أسابيع على ما أرى».

قال «ما الداعي إلى هذا التأجيل فإني أخاف أن يغضب عمرو. فأطيعيني وأنا حامل تبعة ذلك. فإن عبد الله يندر مثاله وأنا أفتخر بمصاهرته وليس هناك محل للاعتراض» قال ذلك وفي كلامه نغمة الجفاء على عادته معها إذا أراد الإصرار على أمر فخافت إذا جادلته أن لا تحسن العقبى فسكتت ثانية وأظهرت الارتياح فلما رآها كذلك قال لها «بورك فيك يا بنية وبعد أسبوع تكون كتابة الكتاب وتتم معدات الزواج».

فظلت ساكتة وقد عولت على اتخاذ وسيلة أخرى للتأجيل.

الفصل الخامس والثمانون

الخطبة الجديدة

أما عبد الله فإنه خرج من محبسه يلتمس مكانا يقيم فيه ولم يكد يخرج من دار الأمير حتى أدركه بعض رجال عمرو وناداه فعاد. فقال له «وإلى أين».

قال «إني ألتمس مكانا أقيم فيه».

अज्ञात पृष्ठ