فلما رآهم ابن ملجم قادمين عليه ظل جالسا ولم يعبأ بهم ولكنه خاطب قنبر قائلا «أظنك جئت تدعوني إلى القتل لأن صاحبكم مات».
قال «إلى ذلك جئت ولكني أسألك عن هذا الرجل هل تعرفه» (وأشار إلى سعيد).
فقال «كلا».
وكان قنبر قد أراد أن يتحقق براءة سعيد وقد شك في اشتراكه مع ابن ملجم في تلك المؤامرة. فقال له «ألم يكن لهذا الأموي شركة معك في القتل ».
فتبسم ابن ملجم وقال «إنه أضعف من أن يقدم على ذلك. إني لا أعرفه».
فقال بلال «ولكنك ألا تعرف قطاما بنت شحنة؟»
قال «أعرفها وهي خطيبتي ودم ابن أبي طالب مهر لها».
فلم يتمالك قنبر عن أن صاح فيه «اخسأ يا لئيم إنك ستلقى حتفك قريبا قم إلى الموت».
فوقف لساعته ومشى وهو لا يكترث بما يتهدده من الأجل العاجل.
أما سعيد فلما سمع قوله أن قطاما خطيبته خفق قلبه غيظا من تلك المرأة وقال في نفسه إني والله سآخذ بالثأر منها بيدي.
अज्ञात पृष्ठ