فتهيأ لريحان غير السكوت والمجيء إليه لئلا تتأكد الشبهة عليه. ولكنه أصر على نكران ذهابه إلى مصر.
فلما دنا من سعيد قال له «ما بالك تخاصم بلالا».
قال «إني لا أخاصمه ولكنني أضعت عصاي وفيما أنا أبحث عنها جاءني بحديث لا أعرف له أصلا».
قال سعيد «وما ذلك يا بلال وما الذي قلته له».
قال «لم أق له شيئا ولكني تذكرت أني رأيته في الفسطاط منذ بضعة عشر يوما وهو ينكر ذلك كل الإنكار».
فلما سمع سعيد ذلك استغربه وقال «يحق له أن ينكر عليك ذلك لأنه لم يبرح الكوفة منذ شهر».
فأعاد بلال النظر إلى ريحان وتفرس في وجهه وقال «بل أنا على يقين مما أقول وقد لقيته هناك غير مرة ولكنه معذور في إنكاره لأن وجوده هناك عاد بأشر العواقب على سيدى ورفيقه ».
فبغت سعيد وكانت اللقمة في فيه فلم يعد يستطيع ازدرادها وكان يغص بريقه ووقف للحال وقال «ما تقول يا بلال أظنك تخلط في القول أن ريحان عبد قطام بنت شحنة وقد تركته هنا يوم سفري وأنا واثق بأنه لم يبرح الكوفة ولعل الذي رأيته في الفسطاط عبد آخر يشبهه».
الفصل الثامن والخمسون
يحاول عبثا
अज्ञात पृष्ठ