399

रहमतुल लिल आलमीन

رحمة للعالمين

प्रकाशक

دار السلام للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशक स्थान

الرياض

शैलियों

ـ[فضلها]ـ: وردت أحاديث كثيرة في فضل عائشة ﵂. فروى البخاري عن أبي موسى الأشعري قوله قال رسول الله ﷺ:
"كمل من الرجال كثيرا ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" (١).
وقد روى البخاري هذه الرواية عن أنس بن مالك أيضا.
ولم تنل عائشة هذا الفضل والشرف إلا لكمالاتها الروحية التي ارتفعت بها درجاتها واستنارت لأجلها بنور النبوة. وهذه الكمالات الروحية قد ورد ذكرها في رواية رواها البخاري عن أم سلمة أم المؤمنين ﵂، قال النبي ﷺ:
"والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها" (٢).
وهذا هو السبب الذي لأجله أمر النبي ﷺ فاطمة سيدة نساء العالمين بأن تحب عائشة ففي صحيح مسلم قال النبي ﷺ لفاطمة ﵂ "أي بنية ألست تحبين ما أحب؟ " فقالت: بلى، قال: "فأحبي هذه" (١).
ويدل على فضل عائشة ﵂ ما ورد في الصحيحين أن النبي ﷺ قال لها: "إن جبريل يقرأ عليك السلام" قالت قلت: وعليه السلام ورحمة الله (٢).
ومن منن عائشة على الأمة أنها سببت نزول آية التيمم ففي صحيح البخاري عن عائشة: أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا النبي ﷺ شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم، فقال أسيد بن حضير: جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا، وجعل للمسلمين فيه بركة.
وإليكم الآن قصتين أو ثلاثا تدل على حب عائشة للنبي ﷺ:

(١) البخاري في الأنبياء (٤/ ١٣١ - ١٣٢، ١٣٩)، وفي المناقب (٤/ ٢٢٠)، وفي الأطعمة (٦/ ٢٠٥)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢/ ١٨٨٦ رقم ٢٤٣١)، والترمذي في الأطعمة (٤/ ٢٧٥ رقم ١٨٣٤).
(٢) البخاري في مناقب الأنصار (٤/ ٢٢١) والترمذي في المناقب (٥/ ٧٠٣ رقم ٣٨٧٩) والنسائي في "عشرة النساء" ([ص:٤٣]- ٤٤ رقم ١١ - ١٣).

1 / 405