मध्य युग में मुस्लिम यात्री
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
शैलियों
بتلك المشاهد من غائر
ألا ناصح مبلغ نصحه
إلى الملك الناصر الظافر
فما للمناكر من زاجر
سواك وبالعرف من آمر
وحاشاك إن لم تزل رسمها
فما لك في الناس من عامر
أما الطواف بأحمد بن حسان - زميل ابن جبير - على طائفة من الموظفين لسؤاله عن أبناء المغرب، فيذكرنا بما يحدث اليوم بين دول المتحاربة من استجواب القادمين إليها من أبناء بلاد الأعداء أو ممن مروا بتلك البلاد؛ ليمكن الإفادة مما قد يدلون به من أخبار. ومما يؤسف له أن ابن جبير لم يدون شيئا عما اتبع الثغر مع المسافرين من غير المسلمين.
عرض ابن جبير بعد ذلك لوصف الإسكندرية، فذكر آثارها وعمائرها ومنارها وأعجب بما فيها من مدارس للغرباء «يفدون من الأقطار النائية فيلقى كل واحد منهم مسكنا يأوي إليه ومدرسا يعلمه الفن الذي يريد تعليمه»، كما أشار إلى المستشفى الذي شيده السلطان لأولئك الغرباء، وإلى الخيرات التي أوقفها للعناية بهم. ولاحظ كثرة المساجد إلى حد أن توجد منها الأربعة والخمسة في موضع واحد. وأتيح لابن جبير أن يشاهد في الإسكندرية دخول الأسرى الصليبيين، الذين وقعوا في يد المسلمين في الحملة الصليبية الفاشلة، التي كان صاحب الكرك قد دبرها في البحر الأحمر للاستيلاء على المدن الإسلامية المقدسة. وقد أدخل الأسرى «راكبين على الجمال ووجوههم إلى أذنابها وحولهم الطبول والأبواق».
ثم انتقل ابن جبير إلى القاهرة ومصر - وهذا الاسم الأخير هو الذي كانت تعرف به حينئذ مدينة الفسطاط وضواحيها المتصلة بالقاهرة - ونزل بفندق أبي الثناء في زقاق القناديل بمقربة من جامع عمرو بن العاص. وأقام في عاصمة البلاد أياما؛ زار فيها مشهد الحسين والقرافة وضريح الإمام الشافعي، والمدرسة الناصرية التي شيدها بإزائه السلطان صلاح الدين، ولم تكن عمارتها قد تمت بعد. وأعجب ابن جبير بسعتها فكتب: «يخيل لمن يتطوف عليها أنها بلد مستقل بذاته. بإزائها الحمام إلى غير ذلك من مرافقها.» وحرص على لقاء شيخها نجم الدين الخبوشاني؛ لأنه كان قد سمع في الأندلس بفضله وبركته. ثم شاهد مارستان القاهرة وبنيان القلعة والسور الذي كان صلاح الدين يريد أن يتخذه حول القاهرة والقطائع والعسكر والفسطاط، فيجمع عواصم مصر الإسلامية كلها. وقد عثرت دار الآثار العربية في حفائرها على أطلال هذا السور.
अज्ञात पृष्ठ