मध्य युग में मुस्लिम यात्री
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
शैलियों
Azores
التي تبعد عن غربي البرتغال نحو 1370 كيلومترا، والواقعة بين خط 37 وخط 40 من العرض الشمالي وبين خط 25 وخط 32 من الطول الغربي. والظاهر أنها لم تكن مجهولة عند الفينيقيين والقرطاجنيين والنورمنديين والعرب، وإن نسب كشفها في القرن الخامس عشر الميلادي إلى الفلمنكيين في رواية، وإلى البرتغاليين في قول آخر. ولما انحدر الفتية إلى الجنوب وساروا اثني عشر يوما فالمحتمل أنهم وصلوا إلى جزر ماديرا. وقد نقل الأستاذ عبد الحميد العبادي عن بعض العلماء الأوروبيين أن بهذه الجزيرة كثيرا من المعز تقتات بنوع من العشب، هو السبب في مرارة لحومها. أما الجزيرة التي انتهى إليها المغرورون وقبض عليهم فيها، فلعلها إحدى جزر الخالدات أو كناري، التي تبعد عن الساحل الشمالي الغربي لإفريقية بنحو مائة كيلومتر والواقعة بين خطي 27 و29 من العرض الشمالي وبين خط 13 وخط 18 من الطول الغربي. والراجح أن هذه الجزائر كانت معروفة عند الفينيقيين ثم العرب، وذلك قبل أن يكشفها الأوروبيون ثانية في القرن الرابع عشر الميلادي.
ولعل هذه القصة لم تكن مجهولة في العصور الوسطى؛ بل لعل كولومبس كان يعرفها، ويعرف قصصا أخرى من أخبار من حاولوا ركوب المحيط الأطلسي وكشف غوامضه، ومن روايات بعض البحارة في السفن التي كانت تسيرها بعض البيوت التجارية إلى ساحل أفريقية الغربي، وإلى بعض جزر المحيط الأطلسي، لجلب الذهب والعاج والأحجار الكريمة وغير ذلك. وكانت تلك البيوت التجارية تخفي أعمالها استئثارا بالكسب، واحتكارا للتجارة مع تلك الأصقاع.
وأكبر الظن أن هذه القصة أساس رحلة تنسب إلى راهب إيرلندي اسمه القديس براندان. توفي سنة (578م)؛ ولكن حديث رحلته لم يظهر إلا في القرن الحادي عشر الميلادي. والأرجح أنه خرافة، قامت على بعض عناصر من قصة الفتية المغررين، وعلى عناصر أخرى من الأخبار العجيبة المعروفة في أسفار السندباد البحري،
2
فضلا عن قصص أخرى في الأدب الكلتي عن رحلات وهمية إلى ما وراء البحار، وقد اشتهر هذا الراهب بإنشاء عدة أديرة في إيرلندة. ويزعمون أنه أراد أن يبلغ الجنة التي جعلها الله مأوى لعباده الصالحين. أو أنه أراد أن يجد مكانا قصيا يعتزل فيه الحياة الدنيا، فركب سفينة ومعه سبعة عشر من زملائه الرهبان يقصدون إحدى جزر المحيط الأطلسي، ولعلهم وصلوا إلى جزيرة من جزر الخالدات، ولكنهم لم يستقروا بها بل عادوا إلى إيرلندة. وقص براندان ما شاهد من العجائب والغرائب في قصيدة طويلة يظن النقاد أنها ترجع إلى القرن الحادي عشر، أو الثاني عشر بعد الميلاد. وقد ظل القوم يعتقدون بوجود جزيرة يطلقون عليها اسم هذا القديس، ويظنونها غربي جزائر الخالدات؛ بل كانوا يرسلون البعثات لكشفها حتى بداءة القرن الثامن عشر.
محمد بن قو سلطان مالي
ومن قصص الرحلات الإسلامية المجهولة حديث سلطان مسلم ركب المحيط الأطلسي لكشف غوامضه؛ وقد جاء ذكره في كتاب «صبح الأعشى» للقلقشندي المتوفى سنة (821ه/1418م)، عند الكلام على مملكة مالي في السودان الغربي جنوبي بلاد الغرب.
وبيان ذلك أن الملك منسا موسى بن أبي بكر ملك مالي مر بمصر في طريقه إلى الحج في عصر الناصر محمد بن قلاوون سنة (724ه/1324م)، فأوفد السلطان الناصر أحد كبار موظفي القصر لاستقباله، واحتفى به الأمراء المصريون،
1
अज्ञात पृष्ठ