أصغر من هذا، والله أعلم.
حيث أسمعتك عن بعضهم ما يتمثلوا له بقول المعرى (١):
فغدت حجج الكلى حجا غدير ... وشكا ينعقد أو ينتقض (٢)
، فأورد ذلك تحقيق مذاهبهم نقلًا عن ضباطها، وأوضح حججها عند محققيها ومختار منها، وحجج على مختاري وأجوبتي عما خالفها، والله المستعان. وأقول: قال الكرخي (٣) في "المختصر":
وما كان من المياه في الأواني فوقعت فيه نجاسة مائعة، فهو نجس، ويغسل الإناء ثلاثًا ما صغر من الأواني، وما كبر غلب على لون الماء وطعمه وريحه، أو لم يغلب على شيء
_________
(١) هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن قصناعة التنوخي المعري اللغوي الشاعر - والمعري - بفتح الميم والعين المهملة وتشديد الراء - وهذه النسبة إلى معرة النعمان، وهي: بلدة صغيرة بالشام بالقرب من حماة وشيزر، وهي منسوبة إلى النعمان بن بشير الأنصاري، رضي الله تعالى عنه - كانت ولادته يوم الجمعة عند مغيب الشمس لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلثمائة بالمعرة، وعمي من الجدري أول سنة سبع وستين، كان متضلعًا من فنون الأدب، وله التصانيف الكثيرة المشهورة والرسائل المأثورة، وله من النظم لزوم ما لا يلزم وهو كبير يقع في خمسة أجزاء أو ما يقاربها، وله سقط الزند أيضًا، وشرحه بنفسه، وسماه ضوء السقط، وبلغني أن له كتبًا سماه الأيك والغصون وهو المعروف بالهمزة والردف يقارب المائة جزء في الأدب أيضًا، مات في أوائل شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربعين وأربع مائة، وترجمته في معجم الأدباء (١/ ٢٩٦)،وفيات الأعيان (١/ ١١٣)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٩١)، الأعلام للزركلي (١/ ١٥٧).
(٢) كذا البيت بالأصل، وصوابه:
غدَتْ حُججُ الكلامِ حَجا غديرٍ ... وشيكًا يَنعَقِدْنَ ويَنتَقِضْنَه
(٣) هو: عبيد الله بن الحسين بن دلال بن دَلْهَم، أبو الحسن الكرخي. انتهت إليه رئاسة الحنفية، وانتشر أصحابه. تفقه عليه أبو بكر الرازي، وأبو عبد الله الدامغاني، وأبو علي الشاشي، وأبو القاسم التنوخي.
وكان كثير الصوم والصلاة، صبورًا على الفقر والحاجة، واسع العلم والرواية. صنف "المختصر" و"الجامع الكبير" و"الجامع الصغير" وأودعها الفقه والحديث والآثار المخرّجة بأسانيده، وكتاب "الأشربة". مولده سنة ستين ومائتين. ووفاته ليلة النصف من شعبان سنة أربعين وثلاثمائة. وترجمته في: الجواهر المضية (١/ ٣٣٧)، السير (١٢/ ٣٨)، تاج التراجم (ص/٢٠٠).
1 / 31