ज़िन्दीक़ और जहमिया पर उत्तर
الرد على الزنادقة والجهمية
अन्वेषक
صبري بن سلامة شاهين
प्रकाशक
دار الثبات للنشر والتوزيع
संस्करण संख्या
الأولى
فقلنا: إنها مع ما تنتظر الثواب هي ترى ربها.
_________
وقد سبق من الله القول بأنه: ﴿لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ﴾ أبصار أهل الدنيا، فأخذتهم الصاعقة بظلمهم وسؤالهم عما حظره الله على أهل الدنيا، ولو قد سألوه رؤيته في الآخرة كما سأل أصحاب محمد ﷺ محمدًا ﷺ، لم تصبهم تلك الصاعقة، ولم يقل لهم إلا ما قال محمد ﷺ لأصحابه إذ سألوه: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: "نعم، لا تضارون في رؤيته" فلم يعبهم الله ولا رسوله بسؤالهم عن ذلك، بل حسنه لهم وبشرهم به بشرى جميلة، كما رويت أيها المريسي عنه.
وقد بشرهم الله تعالى بها قبله في كتابه، فقال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ وقال للكفار: ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ فقوم موسى سألوا نبيهم ما حظره الله على أهل الدنيا بقوله: ﴿لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ﴾ وسأل أصحاب محمد ﷺ نبيهم ما أخبر الله أنه سيعطيهم ويثيبهم به، فصعق قوم موسى بسؤالهم ما لا يكون، وسلم أصحاب محمد بسؤاله ما يكون. ومتى عاب الله على قوم موسى سؤال الرؤية في الآخرة، فتفتري بذلك عليهم؟ تكذب على الله وعلى رسوله، والله لا يحب الكاذبين.
وقال الآجري في كتاب "الشريعة" "٩٧٩، ٩٨٠":
فإن اعترض جاهل ممن لا علم معه أو بعض هؤلاء الجهمية الذين لم يوفقوا للرشاد لعب بهم الشيطان، وحرموا التوفيق، فقال: والمؤمنون يرون ربهم يوم القيامة؟
قيل له: نعم، والحمد لله تعالى على ذلك.
فإن قال الجهمي: أنا لا أومن بهذا.
قيل له: كفرت بالله العظيم.
فإن قال: وما الحجة؟
قيل: لأنك رددت القرآن والسنة وقول الصحابة ﵃ وقول علماء المسلمين، واتبعت غير سبيل المؤمنين، وكنت ممن قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥] .
أما نص القرآن فقول الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ وقال تعالى وقد أخبرنا عن الكفار أنهم محجوبون عن رؤيته، فقال تعالى ذكره: ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ َمَحْجُوبُونَ، ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ، ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ [المطففين: ١٥-١٧] فدل بهذه الآية أن المؤمنين ينظرون إلى الله، وأنهم غير محجوبين عن رؤية كرامة منه لهم. وانظر كذلك: "٩٨٦/٢-٩٩٤"
1 / 131