रब्ब ज़मान

सैयद क़िमनी d. 1443 AH
52

रब्ब ज़मान

رب الزمان: الكتاب وملف القضية

शैलियों

وشواهد أثرية أخرى

وإذا كانت قرية «النهارين» في وادي مثان بالطائف، هي «نهارينا» المذكورة في مدونات مصر، للإشارة إلى دولة الميتانيين، فماذا سنفعل في تلك الحال باللوحة التذكارية التي أقامها «تحتمس» في كركميش «جرابلس الحالية على حدود تركيا الجنوبية». والتي يحكي فيها عن انتصاراته هناك، وأخذه الأسرى بأعداد غفيرة، وعن احتفال الملك في رحلة العودة بنجاحه في المعركة، وكان احتفاله بصيد الأفيال، حيث اصطاد فيلا ضخما من مستنقعات «ني» قرب «أباميا» السورية. ولو حتى غضضنا الطرف عن اللوحة التذكارية التي ربما نقلها شخص ما، في زمان ما، من قرية النهارين في وادي مثان بالطائف، ليضعها في نهارينا دولة الميتاني، كما حدث للحجر الموآبي، فماذا عسانا نفعل بالفيل الذي اصطاده الملك في مستنقعات أباميا؟ وهو أمر معتاد في سوريا القديمة، لكنه لم يكن موجودا إطلاقا في تلك العصور بجزيرة العرب، ولا في العصور التالية، والفيل الوحيد اليتيم الذي عرفته جزيرة العرب، جاء بعد ذلك بقرون طوال قادما من بلاد الحبش، في حملة الفيل المشهورة على مكة.

أما مدونات بلاد الرافدين، فلم تبخل بالتدوين، ولضرب المثل فقط نجد الملك «تجلاتبليزر الأول» الآشوري، يحكي في مدوناته، أنه غزا سوريا ووصل إلى الساحل الفينيقي، وأخذ الإتاوة من المدن الفينيقية «أوراد، وجبيل، وصيدا»، وقد قتل في ميتاني عشرة أفيال ضخمة، وبالتحديد في منطقة حاران، كما اصطاد أفراس البحر من المياه قرب أرواد.

40

وبالطبع ما كان بالإمكان حدوث ذلك في بوداي العرب عند «آل زيدان التي يقابلها بصيدا» في أراضي جيزان، وعليه لا يمكنا بالطبع التسليم بأن حملة «تحتمس الأول» لتثبيت حدود الدولة المصرية على نهر الفرات، بواسطة نصب تذكاري أقامه على الضفة اليسرى للنهر، بعد ما تجاوزه قرب كركميش،

41

لا نستطيع أبدا أن نسلم أن تلك الحملة إنما قطعت كثبان جزيرة العرب الرملية مئات الأميال لضرب قريتي «القر» و«قماشة»، هذا إذا غضضنا الطرف عن النصب التذكاري، أو افتراضنا انتقاله هو الآخر من القمر وقماشة إلى الضفة اليسرى لنهر الفرات.

وسيادته عندما يؤكد لنا أن مصر كانت هي «المضروم»، في مرتفعات غامد، أو «آل مصري» في الطائف ، وأن مدينة «رعمسيس» التي عاشوا فيها بمصر حسب نص التوراة، إنما هي قرية «مصاص»، وأن بحر «سوف» الذي عبروه إنما كان مرتفعات «السراة» نجدنا مشدوهين تماما، إزاء النص المصري الذي جاءنا في شكل تقرير قدمه «بينيبس» كاتب البلاط الفرعوني، لرئيس قلم الكتاب بالقصر «آمنموبي»، ويحكي فيه عن مدينة «رعمسيس»، ونقتطع منه ما يعني الموضوع هنا، في قول «بينيبس»:

إن الكاتب بينيبس يرحب بسيده الكاتب آمنموني.

في حياة وفلاح وصحة،

अज्ञात पृष्ठ