रब्ब थवरा
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
शैलियों
14
ومن المعلوم أن آتوم هو أول إله يظهر في صورة بشرية؛ فلم يعثر له أبدا على صورة طوطمية، بل ويغالي إرمان فيقول: إنه لم يعثر له على أية صورة من أي شكل، حتى في معبده الأكبر، في مدينته المقدسة أون،
15
مما يعني أنه كان إلها حديثا بالنسبة للسابقين ست وحور؛ تبعا لتطور العقل البشري الارتقائي - فيما نرى - وآتوم هو نفسه الذي حمل اسم إله الشمس فيما بعد، فكانت النتيجة أن تكون ثالوث قدسي من الآلهة، هو «آتوم-رع-حور»، الذي هو في نفس الآن إله واحد، الأمر الذي يدعونا إلى الظن بأن هذا الثالوث هو السلف الأول لعقائد التثليث التي ظهرت فيما بعد، سواء في مصر، أو في ديانات حوض المتوسط التالية لها زمانيا وحضاريا، «ويؤخذ من أبحاث الدكتور بلاكمان
Blackman
أن مناسك إله الشمس في عين الشمس، هي النموذج الذي وضعت على غراره المناسك في جميع المعابد المصرية.»
16
وبذلك توارت آلهة المدن المحلية القديمة، وانزوت في معابدها الصغيرة، بعد أن أصبحت غير كافية لتفسير الكون والوجود، على صورة يقبلها الجميع في الدولة المتحدة الكبرى، وإن ظلت باستمرار متحفزة لاقتناص أية فرصة ضعف تبدو على أي من الآلهة الكبرى.
لذا لم يكن غريبا أن يبتدع المفكرون من رجال الدين فلسفة ميتافيزيقية، تبحث عن تفسير للوجود وأصله، وجعلوا عناصرها من الآلهة التي سادت، بعد أن اعتبروها آلهة كونية، ولا عجب في هذا؛ فقد علقت قلوب المصريين وأخيلتهم بطبيعة بلادهم، فبدءوا يرون في الشمس والقمر، والأرض والسماء، والهواء والماء، آلهة يرهبون جانبها، ويقدسونها حيثما تكون. فتركوا لنا عدة تصورات للتركيب الكوني، كان أشيعها تصور السماء على هيئة امرأة منحنية على الأرض، أو بقرة ذات جلد تتغشاه النجوم، أسموها الإلهة «حت حور».
17
अज्ञात पृष्ठ