रब्ब थवरा
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
शैलियों
56
أن الخطر لم يقض عليه بالشكل الكافي، حتى عادت الأوضاع إلى صورة يصورها «إريك بيت» بقوله: «إن مركز الأجراء في هذه الدولة كان لا يفترق كثيرا عنه في الدولة القديمة.»
57
وهنا تتحدث الوثائق بأن مؤامرة قد دبرت في الخفاء لاغتيال حياة «أمنمحات الأول»، وأنها بلغت حدا بعيدا، حتى إن الجناة قد دخلوا عليه غرفة نومه، وهجموا على شخصه الملكي، مما اضطره أن يدافع بنفسه عن نفسه، وسمع صليل السيوف في القصر، فتنبه الحراس من نومهم، وهرعوا لإنقاذ مليكهم من الخطر الذي أحدق به.
58
ونظن أن القيادات الثورية التي كانت وراء «أمنمحات»، لم تعد ترضى عن سياسته إزاء النبلاء، واعتبرته خائنا لقضية الثورة، فقررت اغتياله، ويدل حديث «أمنمحات» وتأسفه على خيانة حلفائه الذين وثق فيهم على صدق هذا الظن؛ فهو يقول: «لقد أحسنت إلى المسكين، وأطعمت اليتيم، وتحادثت مع الوضيع كمحادثتي مع الأمير، ولكن كل من أكل خبزي، قام ضدي!»
59
وإذا كان «برستد»
60
يؤكد أن أفراد هذه المؤامرة، كانوا من أفراد حاشيته، فلن يتناقض ذلك مع ما احتملناه؛ لأنه من الطبيعي جدا أن يكون أفراد حاشيته هم من مهدوا له السبيل للحكم، وهم أنفسهم القيادات الشعبية الثورية، ومن الطبيعي أيضا أن يكون أول من يجب أن يتخلص منهم «أمنمحات»، هم هذه القيادات، وهذا ليس أمرا جديدا ولا غريبا في تاريخ الثورات؛ فها هو «بوركارت» يقول في معرض حديثه عن الهزات التاريخية بشكل عام: إنه «إذا نجح الانقلاب، وقضى على الاستبداد القديم وممثليه، تحدث أول ظاهرة تثير الذهول، وهي الخلاص من الرواد الثائرين وإحلال آخرين محلهم، وقد يرد ذلك إلى ضرورة القضاء على القوى المتصارعة على النفوذ، وتوحيد الجهود تحت قيادة واحدة.
अज्ञात पृष्ठ