179

रब्ब थवरा

رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

शैलियों

ولكن

من أجل من سيعود أوزير؟

لا ريب؛ من أجل شركاء المظلمة؛ من آمنوا به، من آمنوا بأنه انتصر على الشر، من آمنوا بأنه انتصر على من ظلموه، والأهم من هذا كله من آمنوا بأنه انتصر على الموت، وكوفئ على صلاحه بالخلود!

وهنا يقف الفكر مليا ليتساءل مع نجيب ميخائيل: كيف كان القوم يفكرون؟ إذا «لم يعد الملك أفضل من الرعية، فلم لا يصبح أفراد الرعية مثل أوزير كذلك؟ ولم لا يصبحون جميعهم كذلك؟ ولماذا لا يكافئون إذا أحسنوا العمل كما كوفئ أوزير؟ وبماذا يزيد عنهم الملك حتى ينال النعمى في الحياتين؟ هكذا سيطر التفكير في أوزير في هذه الفترة على النقوش، وود كل أن يصبح مثله إذا انتهى أجله.»

16

ولما كانت الأسطورة تقول: إنه قد «أجريت على جثته لأول مرة المراسم التي تؤمن بالبعث والحياة الأبدية»،

17

أفلا يمكن إذا أجريت تلك المراسم على غيره من الأموات أن تؤمن لهم نفس الامتيازات؟ وإذا كان الملك قد ادعى أنه ابن الإله رع، أفلا يكون من الإيمان بالإله أوزير بديلا للبنوة؟ أو هو البنوة ذاتها؟

وهكذا؛ وعلى ما يبدو، أخذت التساؤلات بالعقلية المصرية تلف حول فكرة الخلود، وكيف يمكن أن يناله الجميع، حتى انتهت إلى أن الإيمان به هو بنوة له، وأن أوزير قد كتب الخلود بخلوده لكل من آمن به، ولكل من آمن بأنه «قد قام من بين الأموات؛ لذلك فبمجيء أوزير قد أبطل الموت»، وعندما ترسخت هذه القناعة في النفوس، وجدنا المقابر تنتشر بطول البلاد وعرضها، للجميع بلا استثناء، وكما كان للملوك متون أهرام، فقد أصبح للشعب متون توابيت وكتاب موتى، سجلت كل تصورات الشعب لآماله في عالم الخلود.

وفي هذه المتون الشعبية، وفي بعض القطع الأدبية، بل وفي متون الأهرام نفسها التي عدلت لتماشي الأوضاع الجديدة، نجد كل النصوص تؤكد أن أوزير أبا حور المناضل، هو أب لكل المناضلين الذين آمنوا به؛ فهو حقا وصدقا «أبانا الذي في السموات»، وأخذت النصوص تخاطبه بالأب، بينما تخاطب الميت بأنه هو أوزير ذاته، فتقول إيزي للميت الصاعد من الأرض إلى السماء:

अज्ञात पृष्ठ