रब्ब थवरा
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
शैलियों
وإذا كان أوزير قد صعد إلى السماء إلها من بعد موته، فلا ريب أنه كان من الأصل إلها.
ولكن؛
لماذا يأتي إله إلى الأرض، ويترك نفسه ليقتل ظلما وعدوانا؟
لا ريب أن هناك دافعا قويا، ومعنى كبيرا، وراء مجيء الإله، هو بالمنطق وحده «خلاص البشر، وفداء لهم»، وحملا لخطيئاتهم عنهم، فلا ريب أنه كان «الفادي الأعظم»، وعليه لا يمكن القول بظهور عقيدة المخلص دون ربطها بعقيدة «الفداء»، وإذا كان أوزير قد جاء من قبل ليقيم دولة العدل والمحبة والمساواة، فلا ريب أنه سيعود «ليصلح كل شيء» فهو قد غادر فعلا؛ لكن ليعود، وعليه لا بد أن يقوم المنطق مستمدا من الفكر مداده، سادا ثغرات لم تملأها الوثائق، بوضع عقيدة «الرجعة من السماء»، إلى جوار عقيدتي المخلص والفداء، كثالوث مترابط لا توجد واحدة منها - منطقيا - مستقلة عن الأخريات.
وسرى الإيمان بالعقائد الثلاث إلى القلوب النازفة، كالبلسم المداوي؛ فامتلكها، ولكن لا ليهدئها؛ بل ليشعلها، فكما أن حور ابن الله لم يرض بالظلم وثار وحارب الظلمة، حتى أعاد الحق إلى نصابه، فقد وضع بذلك سنة يجب احتذاؤها، فالآلهة لا تأتي الأمور عبثا، إنما لحكمة كبرى تتبع، وهنا عين الحكمة، فلكي يعود الحق لا بد من ثورة وحرب. هكذا قررت الآلهة، وهذا ما يجب أن يكون. ولما انتهت العقول إلى هذه القناعة، دخلت العقيدة الأوزيرية صراعا علنيا مع العقيدة الملكية، في نهاية الأسرة الرابعة تقريبا.
ويلخص سليم حسن ما حدث خلال تلك الفترة المرتبكة من تاريخ العقيدة المصرية بقوله: إنه «عندما حدث الصدع العظيم عند نهاية الدولة القديمة، وجدنا المذهب الأوزيري الذي كان بلا شك «مذهب عامة الشعب»، أخذ ينمو وينتشر، ويزداد قوة على قوة، ونفوذا على نفوذ، مما وسع هذا الصدع، وسمح لأفكار الشعب الدينية ومعتقداتهم، أن تندفع إلى الخارج، وتأخذ في الظهور في صورة حمم ملتهبة؛ على أن الشعب لم يكتف في أي مكان من البلاد، بحرية «التعبير عن معتقداته وصلواته الخاصة»، بل طالب بحق التمتع بالجنة السماوية التي وعد بها الملوك، فأجيب مطلبه بعد حرب شعواء، قلبت خلالها كل الأنظمة الاجتماعية رأسا على عقب.»
5
وبغض النظر عن توقيت سليم حسن للثورة وأسبابها، ودون استباق للأحداث، يمكن القول: إن المرحلة التطورية التالية لمعتقد الخلود، قد جاءت مصاحبة لحدثين خطيرين:
الثورة بكل أحداثها المتلاحقة.
ظهور الإله أوزير بعقائده المختلفة:
अज्ञात पृष्ठ