فذهل صفوان، وصاح: يا لك من شيطان كذاب!
فقال بهدوء، وهو يرفع منكبيه: كالعادة كالعادة أف لكم! - أنت مجنون بلا شك. - لدي الدليل والشهود! - لم أسمع عن إنسان فعل ذلك من قبل. - بل يحدث كل ساعة، ولكنك ممثل بارع وسكران.
فقال صفوان وهو ممزق بين انفعالاته المتضاربة: أطالبك بالخروج في الحال.
فقال بصوت مليء بالثقة: بل ننهي الإجراءات الناقصة.
ونهض نحو الباب المغلق المفضي إلى الداخل ونقره، ثم رجع إلى مجلسه، وفي الحال دخل رجل قصير مربع الأنف بارز الجبهة يتأبط دوسيها متخما بالأوراق ... فانحنى تحية وجلس، ثقبه صفوان بنظرة قاسية، وصاح: متى أصبح بيتي مأوى للأغراب؟!
فقال الرجل الأول مقدما الداخل: الأستاذ المحامي.
فسأله صفوان بشدة: من أذن لك بالدخول في بيتي؟
فقال الأستاذ مبتسما: أنت مرهق، ولكن الله يسامحك، ماذا يغضبك؟ - يا لك من صفيق!
فقال الأستاذ دون مبالاة بقوله: الصفقة في صالحك دون ريب.
فسأله بذهول: أي صفقة؟! - أنت تعرف تماما ما أعنيه ... وأود أن أقول لك إن التفكير الآن في التراجع غير مجد، القانون معنا والعقل أيضا، دعني أسألك ... أترى أن هذا البيت هو بيتك حقا؟!
अज्ञात पृष्ठ