فقال مستسلما: يا لها من ضربة قاضية!
أما بقية الأصدقاء فقد التحق طاهر بكلية الطب بسعي أبيه وإصراره، وقال الباشا لابنه: نجاحك وحده ودون سعيي لا يؤهلك لكلية الطب، ولكنك قادر على التفوق إذا عزمت.
فقال له طاهر: ولكنني شاعر يا بابا.
فقال الباشا بحدة: حتى مع التسليم بأنك معتل بهذه العاهة فلا يمنع ذلك من دراسة الطب، أعرف أطباء مهووسين مثلك ولكنهم أطباء على أي حال.
وسأله حمادة الحلواني: ترى كيف تدرس الطب على رغمك؟
فأجاب ضاحكا: دعنا من الطب وسيرته، المهم أن مجلة الفكر ترحب بأشعاري ورئيس تحريرها يحثني دائما على الإبداع، والمعركة الفاصلة مع أبي آتية لا ريب فيها.
ودخل حمادة الحلواني كلية الحقوق بلا أدنى رغبة فيها ولا في غيرها، قال: لأسكت أبي ليس إلا، كف الآن عن إغرائي بالاهتمام بعمله وقنع بأخي توفيق كخليفة له، وقد دخلت الحقوق لأوهمه بأنني صاحب هدف هام أيضا.
قال له صادق : بوسعك أن تعمل في النيابة والقضاء.
فقال ضاحكا: هدفي أكبر من ذلك، أنا عاشق الثقافة والحياة والحرية. - الحرية؟! - سمها مؤقتا البطالة إذا شئت.
مع الزمن مضى حلمه يتبلور ويتجسد، أن يعيش كالأعيان، يقطف من كل بستان زهرة، بالطول والعرض، بالروح والجسد، دون التزام أو ارتباط. وقال إسماعيل قدري: إنه قادر على تحقيق حلمه.
अज्ञात पृष्ठ