Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith
ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان
प्रकाशक
مكتبة دروس الدار
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م
प्रकाशक स्थान
الشارقة - الإمارات
शैलियों
وعن أبي ذر ﵁ أن النبي ﷺ سأله رجل، فقال أيُّ العمل أفضل؟ قال: «إِيمَانٌ بِاللهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِه» متفق عليه (^١). والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
ولما جاء وفد عبد القيس إلى النبي ﷺ قال لهم: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الإِيمَانِ بِاللَّهِ، ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَيَّ خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ …» (^٢) الحديث.
فهذه الأدلة تدل على أن أرفعَ شعب الإيمان: الإيمانُ بالله ﷾.
وقد ذكر الحافظ البيهقي -رحمه الله تعالى-، عن شيخه الحليمي ﵀: أن الإيمان بالله يتضمن عدة أمور (^٣)، ونحن نلخصها إن شاء الله من شروحات العلامة ابن عثيمين ﵀ فإنه لخَّص هذا الباب تلخيصًا حسنًا.
الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور
الأمر الأول: الإيمان بوجود الله.
والأمر الثاني: الإيمان بربوبية الله.
والأمر الثالث: الإيمان بألوهية الله.
والأمر الرابع: الإيمان بأسماء الله وصفاته.
فقولك: "آمنت بالله" يقتضي هذه الأمور الأربعة، وقد دلَّ عليها كتاب الله ﷾.
الأمر الأول: الإيمان بوجود الله
وقد ذكرنا لكم فيما مضى أوَّلَ أمر في القرآن، وأوَّلَ نداء في القرآن وهو في قول الله ﷾: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)﴾ [البقرة] ثم قال ﷾: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢)﴾ [البقرة].
وهذه الآيات إذا تأملناها فإنها في تحقيق هذا الأصل العظيم، وهو الإيمان بالله.
بدأ بماذا؟ بدأ بتحقيق الإيمان بوجود الله ﷾ فإن هذه الآيات فيها إقامة البراهين
(^١) البخاري (٢٥١٨)، ومسلم (٨٤). (^٢) البخاري (٥٢٣)، ومسلم (١٧) من حديث ابن عباس ﵄. (^٣) انظر في ذلك شعب الإيمان، شرح الحديث (٨٨).
1 / 90