Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith

Gazi bin Salim Aflih d. Unknown
34

Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

प्रकाशक

مكتبة دروس الدار

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م

प्रकाशक स्थान

الشارقة - الإمارات

शैलियों

على غير حقيقته ﷺ المعروفة عنه؛ فأمثال هؤلاء الشعوب لم يسمعوا به، ولم تبلغهم الدعوة، فلا يشملهم الوعيد المذكور في الحديث ا. هـ (^١) قوله ﷺ: «وأدناها» وفضلُ إماطةِ الأذى عن الطريق: قال: «وَأَدْنَاهَا» أدنى شعب الإيمان يعني أقرب هذه الشعب. فالدنو بمعنى: القرب، «إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ»، فهذا من الإيمان؛ وهو من أعظم الأسباب السهلة اليسيرة التي تكون سببًا في دخول الجنة، كما قال النبيُّ ﵊: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ؛ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤذِي النَّاسَ» (^٢). منزلة الحياء من الدين: قال ﷺ: «وَالحَيَاءُ شَعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ». والحياء كما قال العلماء: مأخوذ من الحياة. قال أهل اللغة: الاستحياء من الحياة واستحيى الرجل من قوة الحياة فيه لشدة علمه بمواقع الغيب. وقال بعض أهل العلم: الحياء حالة تتولد من رؤية الآلاء ورؤية التقصير (^٣). وقال بعضهم: الحياء خُلُقٌ يبعث على اجتناب كلِّ ما هو قبيح، ويبعث على مراقبة الله -جل وعلا-. (^٤) وإذا تأملنا هذا الحديث رأينا أنَّ النبي ﷺ أشار إلى أركان الإيمان: القول، والعمل، والاعتقاد. فالحياء من شعب الإيمان القَلْبِيَّة. وقول: «لا إله إلا الله» من شُعَب الإيمان التي تُقال باللسان. وإماطةُ الأذى عن الطريق من شعب الإيمان التي تُعمَل بالجوارح. ولذلك فالإيمانُ: قولٌ باللسان، واعتقادٌ بالقلب، وعملٌ بالجوارح والأركان، يزيد بطاعة الرحمن وينقص بالعصيان.

(^١) سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (٧/ ٢٥١) (^٢) أخرجه مسلم (١٩١٤) من حديث أبي هريرة ﵁. (^٣) أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (١٠/ ١٨٠ ط الرشد) عن الجنيد قوله. (^٤) ينظر: «صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح» (ص ١٩٨)، و«رياض الصالحين للنووي ت الفحل» (ص ٢٢٠)

1 / 39