============================================================
وبدأ بالنظر فى أمرها . وكان فى ذلك الوقت الحاجب بدر بن أحمد يحل من أمير المؤمنين - رحمه الله - محلا لطيفا . فلم ينشب القاضى أسلم (1) أن أتاه يعلى، عن الحاجب بدر مقال له : الحاجب يقرأ عليك السلام ويقول لك : إن هؤلاء العجم إنما استنزلناهم بالعهد ، ولا يحل الخفر (2) بهم ، وأنت أعلم بما يحب من الوفاء بالصود ، فدع ما بين فلان العجمى و ما (3 بين الامة التى فى يديه ، فقال أسلم ليعلى : الحاجب أرسلك *ذا؟ قال : نعم ، قال : فأخبرة عنى : الايمان كلها لازمة لى ، لا نظرت بين اثنين حى أنفذ على الجمى ما يجب عليه من الحق فى هذه الحرة المسلمة التى فى يديه ، فذهب عنه يعلى، ثم رجع إليه، فقال : الحاجب يقرأ عليك السلام ، ويقول : إنى لا أعترضك فى الحق، ولا أستحل سؤال ذلك منك، وإنما أسالك التثبت فيما يحب من حق هولاء المعاهدين، فقد علت مايحب من رعايتهم، وأنت أعلم بالواجب.
قال حمد: وكان القاضى أسلم بن عبد العزيز شديد المبادأة (4) فى الحق، قليل المداراة فيه، وكان ربما أخرج ذلك بلفظ نادر، ومعى طيب، يعجب معناه من جهة الرآى، ويستندر لفظه من جهة النادر والفكاهة أخبرنى مخير من أهل العلم ، قال : دخل أبو صالح أيوب بن سليمان، وسعد بن معاذ ، على القاضى أسلم ، فلما أخذا مجلسينهما، نظر إليهما أسلم ، ثم قال : ألقواما أتم مملقون، فأبهتهما بنادر لفظه، وبصدق معتاه.
(1) الأصول : "واتاه، (2) الأصول : * الحقد * وما أتبتنا هو الصحيح (2) تكملة يقتضيها السياق (4) الأصول : "المباينة ولطها محرفة عما اثبتتا
पृष्ठ 214