وازداد انتباهي فأردت أن أنتهز الفرصة وأستشيره في حكايتي، رحت أشرح له قصتي مع أبي وهو يستمع في هدوء.
وحين انتهيت من سردها عليه سألني وهو يبتسم: ما اسمك؟
ومع أن السؤال بدا لي خارجا عن الموضوع، فقد أجبت: يونس، يونس عبد العظيم.
أطرق برأسه حتى كادت تلامس الشعر الأسود الكثيف في صدره، وقال: يونس هيه، ماذا تريد؟!
أفلت مني الرد الطائش كأنني أصرخ في حلم، فهتفت: أريد العدل!
زاد من تقطيب وجهه ومسح ذقنه بكفه قبل أن يقول: يونس، ويبحث عن العدالة، نفس الحكاية القديمة!
لم أفهم شيئا، فقلت: هل ترى سعادتك فائدة من الدعوى؟
نهض على قدميه وأخذ يتمشى في الحجرة، التي بدت ضيقة وهو يذرعها بخطواته الواسعة المتأنية، ثم وقف فجأة وأشار إلي بيده الضخمة: هل تعرف ماذا جرى له؟
سألت: لمن يا سعادة البيه؟
فقال في عصبية: ليونس طبعا، قلت لك ليونس!
अज्ञात पृष्ठ