ويحك يا منلوس!
إنه ينظر بعينين مشدوهتين إلى أسوار طروادة يتمنى لو تندك على العاشقين الآثمين! «أهو الآن يقبلها، ويجني جنا خديها بفمه النهم المشتعل؟ أم هو يضمها إليه في عنف غير آبه لقلبي الخافق المضطرب!»
منلوس، لا بد مما ليس منه بد.
لقد ترامت أخبار الحملة الهيلانية إلى طروادة فهب أهلها البواسل يستعدون، ويستعدون جيرانهم فنصروهم ولبوا نداءهم، وهرعوا إليهم من كل فج عميق، وها هي ذي مشارف الجبال وقننها وسفوحها ونتوء الشاطئ وصخوره ومغاوره، وها هي ذي ليديا المتيقظة، وإيوليا المتحفزة، وإيونيا الرابضة
4
ها هي ذي تلك البلاد جميعا تضج بالجند، وتعج بالسلاح، وتقعقع بآلة الحرب، وتدق طبول الوغى، وتذكي نيران الحراسة في قمم الجبال، فلا تغفل عين ولا تهمد همة، ولا يتسرب إلى النفوس كلال.
واقترب الأسطول من الشاطئ.
ولكن أحدا لم يجسر أن يجازف بنفسه؛ لأن القتيل الأول هو أول من يهبط إلى الأرض كما أخبرت النبوءة في معبد دلفي!
ومرت أيام والهيلانيون في سفائنهم ينظرون إلى أبراج طروادة وفجاجها، ويتحرقون شوقا إلى لقاء جنودها، منلوس يحرق الأرم هو الآخر؛ ولكن أحدا لا يرضى أن يكون الفدائي الأول؛ «لأني إذا نزلت إلى هذا البر المخوف فسيكون الموت محتوما علي، دون أن أستطيع إلى قتل أحد من هذا الجند من سبيل، وأنا لم أحضر إلى هنا لأكون قربانا للآلهة، ولكن لأزاحم وأقاحم، وأنافح وأصول، فإن قتلت بعدها فبعشرات وعشرات، لا كما يقتل كلب البرية غير مفدى.»
بروتسيلوس البطل
अज्ञात पृष्ठ