विश्व में साहित्य की कहानी (भाग पहल)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
शैलियों
61
فدعا الناس أن يحطموا أوثانهم ليدخلوا في دين الله الجديد، فنهض يعارضه أمير آخر من أسرة أخرى هو «رستم»، وتقابل الأميران في ميدان القتال. أما «أسفنديار» فتروي عنه الأساطير أن جسمه قد تحول إلى كتلة من الصفر، ولم يبق فيه مقتل إلا عيناه، ومع ذلك استطاع عدوه العنيد أن ينفذ إليه منهما فأعماه، وعاد أسفنديار إلى أبيه ضريرا، ولم يلبث حتى أسلم الروح.
وانقسم الفرس فريقين: فريق موحد تؤيده الدولة، وفريق احتفظ بديانته القديمة؛ وكان لا بد من صراع طويل بين الفريقين، انتهى بهجرة الفريق الأضعف - فريق الوثنيين - إلى سهول الهند الخصيبة، حيث استقر وتطورت عقيدته حتى أصبحت «البرهمية» كما يعتنقها الهندوس المحدثون. وبقي الفريق الآخر في أرض الوطن، وازدهر قرونا طوالا، وشيد إمبراطورية عظيمة، وشاعت الديانة الزرادشتية في أرجاء فارس بفضل تأييد الدولة لها، ثم اتسعت رقعتها حين اتسعت أملاك الفرس على أيدي ملوكها من أمثال «كورش» و«دارا»، ولبثت مسيطرة على النفوس حتى فتح المسلمون فارس.
آمن زرادشت في كتابه «الأفستا» بإله واحد عظيم، ثم أخذ يفصل لقومه كيف ينبغي أن يعيشوا وفق قانون الطبيعة، فلكي يكون الإنسان جزءا سليما في هيكل الكون يجب أن يعيش صحيحا معافى، وألا يكون ضعيفا خائر القوى، ومن هنا أخذ يدعو إلى أن يحيا الإنسان حياة نقية نظيفة ليجنب نفسه العلل والأمراض. ولقد طبع الله في الإنسان بصيرة يميز بها بين الطاهر والدنس، أو بعبارة أخرى بين الحق والباطل، ذلك هو الضمير الذي يهدي صاحبه سواء السبيل؛ فمن يعش وفق ضميره تكن حياته متسقة مع إرادة الله.
ولقد كان «أهورا مزدا» رمزا للحياة الطاهرة النقية، و«أهريمان»
62
يمثل التلوث والدنس، والصراع لا ينفك قائما بين «أهورا مزدا» و«أهريمان»، أو إن شئت فقل بين الطهر والدنس، أو بين الحق والباطل. وإذا اصطرع الخصمان في نفس الإنسان فإن الضمير يهدي - في وضوح لا لبس فيه - إلى أين يقع طريق الحق.
ومن أهم اللفتات الفلسفية في تعاليم زرادشت وجود مبدأين في الطبيعة يعملان متضادين، وهما «الروح الخالقة» و«الروح المبيدة»، أو الكون والفساد. ومنذ تم الخلق وبين هذين الروحين كفاح وصراع وتنافس، ولكن، هل هذان المبدآن إلهان؟ في الحق أن بعض النصوص في الأفستا تدل على التوحيد مثل: «إن «أهورا مزدا» عليم بكل شيء، ولذا فهو يعلم بوجود أهريمان ... أما أهريمان - وهو روح الشر - فلم يكن لديه علم بوجود «أهورا مزدا» ...»
إن «أهورا مزدا» فوق كل ذي علم وخير، فهو في جلاله لا يشبهه شيء ...
63
अज्ञात पृष्ठ