وكقول أبي فراس:
اللَّومُ للعاشقينَ لُومُ ... لأنَّ خَطبَ الهوى عظيمُ
في نظائر لها تضيق عنها صدور الصحف، ولا تسعها بطون الكتب.
(مَهلًا فَإنَّ العذلَ منْ أسقامهِ ... وترفُّقًا فالسَّمعُ من أعضائهِ)
قال أبو الفتح: أي أرفق برب هذه الصبابة يعني نفسه، فإن العذل أحد أسقامه، وترفق به لأنه كثير الأسقام، فعذلك أحد أسقامه، وترفق به فإن السمع من أعضائه، أي: لا تعنف عليه بالعذل، فيذهب سمعه في جملة أعضائه الذاهبة، فإنك إن لم ترفق به ذهب سمعه، ولم
يسمع لك عذلًا.
قال الشيخ: هذا المعنى عندي مدخول، لأن العذل ليس من جنس الأسقام والسمع غير ذاهب بالعذل، ولم يسمع ذهاب سمع به، ولا أحد قاله. وعندي: أنه يكفه عن العذل، ويقول: لا تعذله، فإن العذل من ضروب أسقامه التي تحل به وتؤلمه، والسمع من أعضائه التي تؤلم السقم، فكما أن الصداع يؤلم رأسه، والرمد يؤلم عينه، فكذلك سائر أعضائه في سائر الأجسام تؤلمها سائر الأسقام.
1 / 11