(احمَد عُفاتَكَ لا فُجِعتَ بِفقدِهِم ... فَلتَركُ ما لم يَأخذُوا إعطاءُ)
قال أبو الفتح: قوله لا فجعت بفقدهم، حشو في غاية الملاحة والظرف وهو يحتمل أمرين أحدهما، وهو أكشفهما وأقربهما إلى ظاهر البيت، أنه دعا بأن لا يفقدهم، يقول: لا عدمت القصاد والطلاب إذ كانوا لا يقصدون إلا ذا ملك وسروٍ وثروة.
قال الشيخ: قوله لما ذكر من انتفاعه كلام مجهول غير معلوم، ولست أرى ذكرًا لانتفاعه بهم قبله وبعده، والثاني فاسد لأن المستميحين يقصدون هؤلاء وغيرهم، ومعناه أنه يقول: لا رزئتهم ولا أصبت المصيبة بفقدهم، فإن الرزء والفجيعة عنده فقد العفاة والمجتدين لا فقد الأولاد والأعزة والأموال كما يقول في فاتك:
لا يَعرفُ الرَّزَء في مالٍ ولا ولَدٍ ... إلاَّ إذا حَفَزَ الضِّيفانَ تَرحالُ
(لا تَكثُرُ الأموالُ كَثرةَ قِلةٍ ... إلاَّ إذا شَقِيتْ بِكَ الأحياءُ)
1 / 19