أستلقي على سرير المستشفى الذي ظل يتسع على جسدي المتهالك يوما بعد يوم، أرتدي رداء المستشفى الفضفاض، وأكتب لك هذا الخطاب على ضوء الأباجورة الخافت.
هو خطابي الأول لك، واعترافي الأخير.
أمامي تفاحة خضراء اللون لم أمسها منذ الصباح، وبعض الخضروات، لم تعد معدتي تتحمل شيئا سوى الماء القراح، أسماء لاتينية كريهة تتراص أمامي لأدوية كففت عن إحصائها منذ زمن، أدوية تبلع، وتدهن، وتحقن، وتشم، في كل يوم يضيف لي الطبيب المسئول عن حالتي دواء جديدا. إن سرطان الثدي لا يمزح، العلاج الكيميائي مقيت، هو ليس علاجا في واقع الأمر، لكنه يمنحني فقط بعض الوقت، لكنني أعرف أنه لم يتبق لي الكثير، انتشر الورم واستفحل انتشر في صدري بالكامل، على أن أحسن استغلال أيامي القليلة المتبقية فقد تتداعى أعضائي في أي لحظة، قالها لي الطبيب ببرود مهني صارم.
لكن تعلم، أنني لا أثق في الأطباء.
خمس سنوات مرت على فراقك اليوم.
خمس سنوات كاملات أحصيتهن يوما بيوم، وعلى الرغم من ذلك، أتذكر وجهك بوضوح كما لو كان بالأمس.
بالأمس رأيت النظرة الحزينة في عينيك، وقبلت رأسي ثم انصرفت، لا أزال أشعر بملمس شفتيك على رأسي.
كنت مخطئة، أعترف، لكنك ذهبت، بلا رجعة!
هل تشتاق لي كما أشتاق إليك ؟
هل تتأمل صورتي وتحتضنها قبل نومك، هل تبلل وسادتك بالدموع والشهيق حتى لتشعر بأن روحك تزهق من بين الضلوع؟
अज्ञात पृष्ठ