هناك جثة في صالة داري، هذه الحقيقة الأولى!
كيف جاءت إلى هنا؟
يبدو أنني أنا من جلبتها هنا في لحظة غياب عن الوعي، تلك الحقيقة الثانية!
ما الذي يجب علي فعله بالخصوص؟
أتصل بالشرطة؟
لا تكن سخيفا.
أستطيع تخيل نفسي جالسا أمام حضرة الصول «عباس» عسكري المناوبة المسائية المرهق، لأحكي له بثبات عن تعاقدي مع الشيطان مقابل بيع روحي، لأصبح نكرومانسر ينبش الجثث ويتسلى بأكل لحوم الموتى للحصول على المعرفة!
سيكون هناك الكثير من المرح، وسيعبر لي عن جانبه العقلاني المتفهم لقصتي بالكثير من الصفعات والإهانات والشتائم البذيئة، التي يتعلق معظمها بنشاطات أمي الجنسية، مع الكثير من «نكرومانسر يابن ال...» سيلقون القبض علي مباشرة بتهمة القتل، أو نبش قبور الموتى، أو - إذا ترفقوا بي - سيرسلونني لأقرب مستشفى للأمراض العقلية.
وتخيلت صوري تنشر في الصحف وأنا أنظر للكاميرا في ذعر مرتديا الزي الأبيض الجميل، بينما يتفرغ الناس للحديث عن الدكتور الوقور الذي انتهى به الأمر إلى نبش القبور ليلا، بالتأكيد سيكون هناك خبير ما، مختص في هذا الشأن، سيتحدث كثيرا عن التأثير الطردي والعلاقة الفرويدية المدفونة في العقل الباطن بين النكرومانسية وأكل لحم البشر مع رواتب أساتذة الجامعات وعلاقة كل هذا بالسياسات الداخلية للحكومة، ربما هناك اسم لاتيني معقد لهذه الحالة لا أعرفه، سيلومون الحكومة على كل حال.
سأجد حلا عقلانيا ما، بالتأكيد هنالك واحد، عدا الشرطة.
अज्ञात पृष्ठ