مريم أيتها القديسة، صلي لابنك الحبيب.
امتلأت الكنائس واكتظت بالبشر كما لم تفعل من قبل، وبدأ الناس يعودون للرب أفواجا ويستجدونه أن يحفظ أرواحهم وأرواح أحبائهم، كان هذا خطأ مريعا بالطبع، فقد تفشى المرض بينهم كما النار في الهشيم.
لم يعد اللقاح مجديا، قال العلماء إن الفيروس يتلاعب بالجميع، ويقاوم أي لقاح يتم إيجاده، وأنه أذكى منا جميعا، قالوا إنه يحدث طفرات دورية ليتغلب على أي شيء يمكن أن يحد منه. أما الشيء المرعب والذي أثار حيرة العلماء أن كل الفيروسات المنتشرة في أجساد المرضى تقوم بذات الطفرة في الوقت عينه ... وكأن هناك رابطا خفيا تتواصل به مع بعضها البعض، لذلك كانت الطفرات مدمرة، ولم يعد من الممكن احتواؤها.
وظهر عالم بيولوجيا عجوز مرهق عبر شاشات التلفزة، ليقول للشعب الأمريكي عبارة اشتهرت لاحقا وأصبحت سمة نهاية العصر. «إنها القيامة يا سادة، هذا الفيروس شيطان مسلط علينا من السماء، الأمر خارج نطاق قدرتنا ولم يعد من شيء نقدمه لكم، فليتوسل كل منكم إلى الإله الذي يعبده، إن لم يتدخل الرب فنحن لا محالة هالكون.»
بالفعل كان شيطانا.
بدأ الناس يتساقطون في الطرقات كالذباب، وقل هامش النجاة للمصابين حتى صار صفرا، فكان كل من يصاب بالفيروس يموت في غضون يومين أو ثلاثة كحد أقصى.
عادت صفارات الإنذار تدق في الطرقات، وطالبت الحكومة الناس بالبقاء في منازلهم، لم يمر أسبوع آخر حتى أعلن البيت الأبيض عن إصابة رئيس الجمهورية وزوجته بالفيروس، وتوفيا بعد يومين.
هنا بدأ الجنون الحقيقي، بدأت وسائل الإعلام تنقل لنا أعمال السلب والنهب التي تعم البلاد، فرغت محلات السلاح، وسادت الفوضى، وعم الهرج والمرج.
أغلقت الولايات حدودها على نفسها، وتم تكليف الجيش لأول مرة في التاريخ بحكم البلاد، فانتشرت القوات المدججة والدبابات في الطرقات، فرضت حالة الطوارئ، وتم حظر التجمعات، وراحت الطوافات تحلق فوق الرءوس لترش المعقمات على المدن وتراقب التجمعات البشرية. وراحوا يطلقون النار في الرأس مباشرة على كل شخص يضبط خارج منزله.
لم يفلح كل هذا.
अज्ञात पृष्ठ