فذهبت وأخبرت زوجها، ثم اشترت قرعة مملوءة بخمر العسل، فلما أمسى المساء ذهبت إلى سمبا فلم يعرف سمبا ما معها لأنه كان ساذج القلب لم يكن يدري أن هناك من الأشربة ما يسكر، فسألها عنه فقالت: «هذا شراب ينفع البدن، اشرب قليلا منه».
فجرع سمبا منه قليلا ثم قال: «لم تخبريني قبلا عن هذا الشراب الفاخر؟»
وصار يشرب حتى صعد الشراب إلى رأسه فلما رأت ذلك زوجته قالت له: «يعتقد الناس هنا أنك قوي وأنك يمكنك أن تقتل عصابة لصوص بأكملها» فتبسم سمبا وأخذ يوالي الشرب.
وقرعت طبول الحرب فهمت زوجته بأن تلبس ملابسه وتخرج، ولكنه أوقفها قائلا: «هل تبغين الذهاب بدلا مني إلى الحرب؟ كلا. فإن الطبول تقرع لأجلي أنا وحدي والناس يقولون إني يمكنني أن أهزم عصابة لصوص بأجمعها».
ثم نادى سائسه وأمره بتهيئة جواده لأنه يريد الذهاب إلى الحرب.
وذهب إلى المعركة وقتل أحد الأعداء وعاد إلى زوجته وقال: «لقد ساء حظي هذا اليوم إذ لم أقتل غير واحد» ثم رقد ونام.
وكان بجانب المدينة التي يسكن فيها صهر سمبا رجل مشهور بشراسته وجبروته وسعة أراضيه، وكان يدعى جومبل وكان عنده من العبيد الذين يشتغلون في أرضه عدد كبير، وكان يقتل كل من يطأ أرضه عمدا وسهوا ويعلق رءوسهم على الأشجار حول أملاكه، وكان من الشهرة والشجاعة بحيث كان الجميع يخشون اسمه ويتفادون السير على الطرق التي تؤدي إلى أرضه.
ولما رأت ابنة الملك أثر الخمر على سمبا اشترت شعيرا وخمرته جعة قوية في بيتها وصارت تناوله وهو يشرب حتى إذا انتشى قالت له: «الناس جميعهم يطرون شجاعتك».
فقال سمبا: «كلا. إني ما فعلت شيئا. فإني أسمع عن رجل يدعى جومبل».
فقالت زوجته: «لا تذكر اسمه؛ فإن الجميع يخافونه».
अज्ञात पृष्ठ