وخرج الثلاثة معا وصاروا يجوبون البراري حتى مضى شهر ونصف، وأخيرا انتهيا إلى جوار قرية كبيرة، وكان يحكم هذه القرية حاكم شديد وكانت له ابنة لم تزل بكرا، وكانت أمة هذه الفتاة في الغابة قد خرجت تحتطب، وما كادت تضع الحطب على رأسها وتسير نحو البيت حتى وقعت عينها على سامبا فافتتنت بجماله وهو ممتط صهوة جواده، حتى ألقت بالحطب على الأرض وجرت إلى البيت فقالت لسيدتها: «وصل إلى القرية فارس جميل معه مؤدبه وسائسه، اسألي والدك أن يحتفي بزيارتهم بمكان طيب ينزل فيه».
فذهبت الفتاة إلى والدها وطلبت إليه ما أشارت عليها به الأمة.
وجاء سمبا واستقبله الحاكم وأنزله في عشة كبيرة وذبح له خروفا إكراما لمقدمه: ونزل سمبا وعاش في هذه القرية وتزوج من ابنة الحاكم.
وفى أحد الأيام دقت طبول الحرب، وكان سمبا راقدا في بيته لا يبالي بصيحة الحرب، وجاءت إليه زوجته وركعت أمام باب غرفته احتراما له ثم قالت: «سمبا. أتسمع طبول الحرب؟ ألست ذاهبا إلى القتال».
فنهض سمبا وقال «ما هذا؟ أتظنين أني أذهب إلى الحرب لأن أباك ذبح لي خروفا؟ كلا. لن أفعل هذا فإني أكره الحرب؛ فإني سمبا الجبان، طردني أبواي لأني جبان أرفض القتال».
فنهضت ابنة الحاكم وقد أخذ منها الحنق وقالت: «هل أنت هذا الرجل؟ هل أنت سمبا الجبان؟ إذن هذه قطيعة بيني وبينك وقد طلقتك، فاذهب في تجوالك فإني لا أحبك».
فصاح سمبا بسائسه وأمره أن يسرج فرسه وهم بركوبه لكي يذهب، فقال له مؤدبه: «سأعود إلى قريتنا فإني أكره البقاء معك إذ لا فائدة من ذلك، فلست أنتظر منك سوى العار والفضيحة».
ورجع المؤدب إلى قريته، أما سمبا وسائسه فأخذا في تجوالهما حتى انتهيا إلى قرية كبيرة وكان يحكمها ملك عظيم، وكان لهذا الملك ابنة عاقلة جميلة لم تتزوج بعد. وكانت أمة هذه الفتاة قد خرجت لكي تغسل ملابس مولاتها على شاطئ النهر قريبا من باب المدينة، فما هو أن رأت الفارس ووراءه سائسه حتى أخذ جماله ببصرها فافتتنت وتركت الملابس وجرت إلى سيدتها فدخلت عليها في غرفتها، وقالت لها: «رأيت فارسا جميلا يقترب من المدينة، اطلبي إلى أبيك أن يستقبله ويحتفي به فإني لم أر أجمل منه في حياتي»
وذهبت الفتاة إلى والدها الملك وقالت له: لقد أخبروني أن فارسا جميلا قد اقترب من المدينة فأرجوك أن تستقبله وتحتفي به.
فأعد له الملك مكانا شريفا، وعندما وصل سمبا ذبح له ثورا، وقالت الفتاة لأمتها: «لقد قلت صدقا فإنه أجمل من رأت عيناي» ثم كافأتها بثوب جميل.
अज्ञात पृष्ठ