ثم تظاهر هارادا نيسوك بأنه قد تذكر شيئا وضرب جبهته بيده قائلا: «صحيح صحيح، ما أشد بلاهتي، إني آسف جدا لأني أزعجتكم، فقد نسيت أننا أنفقنا نقدا من هذه النقود فلم يبق سوى تسعة».
قال ذلك ثم لف العلبة، ولكن الضيوف لم يطمئنوا إلى هذا القول، وعدوه منه لطفا وأدبا اقتضاه الحال. وقال كل منهم للآخر: «النقود عشرة».
ثم خلع أحدهم ملابسه كلها ونفضها ووقف عريانا، وفعل الثاني فعله، أما الثالث فقد بقي صامتا ساكنا لا يتحرك، ثم انتقل من مكانه وجلس القرفصاء وبسط أمامه ذراعيه، وقال: «في هذه الحياة كثير من الارتباكات، ولست في حاجة إلى أن أخلع ملابسي، فإن الشر الذي يلازمني قد قضى أن يكون معي هذه الليلة نقد ذهبي، وبما أن نحسي قد قضى علي فها أنا ذا أقضي على حياتي».
وما انتهى من هذا الكلام حتى أعد عدته لكي يقتل نفسه على طريقة الساموراء ولكن الآخرين قالوا: «إنه يقول الحق، فإننا على فاقتنا البالغة قد يملك كل منا نقدا ذهبيا واحدا وإن كنا لا نحمله معنا».
فقال الرجل: «أمس بعت خنجري وهذا النقد هو ثمنه، ولكني لا أنجو بشرفي إلا بقتل نفسي الآن، ولكني أرجوكم أن تذهبوا غدا إلى جوزمون الذي بعت له هذا الخنجر واسألوه عن صحة ما قلته».
وهم بوضع السيف في بطنه، ولكن أحد الضيوف صاح قائلا: «هاكم النقد، لقد وجدته في ظل هذا المصباح».
فتنهد جميعهم تنهد الراحة، ووقف الرجل الذي هم بالانتحار عن إتمام عمله، وقالوا: «كان يجب علينا أن نبحث جيدا».
ثم هنأ بعضهم بعضا، وبينما هم يفعلون ذلك إذا بربة الدار قد جاءت تهرول وهي تقول: «لقد وجدت النقد، وجدته لاصقا في غطاء صندوق الكعك».
فدهش الجميع أشد دهشة، وما روته الزوجة هو الحقيقة، ولكنهم وجدوا الآن أن بين أيديهم أحد عشر نقدا ذهبيا، في حين أنه كان ينبغي ألا يوجد سوى عشرة، فمن أين إذن جاء النقد الذي وجد في ظل المصباح؟ فلا بد أن أحدا منهم وضعه، ولكن من هو؟ وقال واحد منهم: «إذا كانت عشرة النقود قد صارت أحد عشر فيجب أن نفرح».
وأخذوا يهنئون هاردارا نيسوك الذي وقف مدهوشا من هذه الحوادث، وقال أحد الضيوف: «من الطبيعي أن تصير التسعة عشرة، ولكن من الغريب جدا أن تصير العشرة أحد عشر، فنرجو ذلك الذي دفع هذا النقد الزائد أن يتكلم حتى يرد إليه».
अज्ञात पृष्ठ