فلما رأيت ذلك منه، جلست أنتظر ما عساه يريد أن يقول.
لكنه لم يقل شيئا، بل أزاح الغطاء إلى جانبي! عند ذلك قفزت من السرير، وقلت في صيحة مكظومة: ما هذا؟!
ونظرت إلي أمي وقد وضعت إصبعها على فمها، وقالت: هس!
ثم قالت بصوت خافت: ارجعي إلى مكانك من سريرك، إنه زوجك وأنت حل له وواجب عليك طاعته فيما يريد!
وقام زوجي فربت على كتفي بلطف وقال: ما يفزعك؟ أليس ذلك مآلنا؟ أم تعنيك زفة العروس كل هذه العناية؟ أنت تعلمين أن ذلك غير ممكن بسبب الحزن على أختك، وأنك يوم تنتقلين إلى بيتي فسيكون ذلك في صمت كصمت هذه الليلة. فما الفارق بين اليوم وغد، أو بين اليوم وبعد أسبوع أو شهر؟ إن حولنا يا حبيبتي مؤامرات يجب أن نفسدها، بأن نضع المتآمرين أمام الأمر الواقع. ولا أظنك تعتقدين أن أمك أقل حرصا على كرامتك وعلى مستقبلك منك أنت: لقد انعقد زواجنا على شرع الله وسنة رسوله، فلا تدعي هذه الفرصة تمر، دون أن نفسد كيد الكائدين وتآمر المتآمرين!
وانضمت إليه أمي، وجعلت تذكرني بأنني زوجة تحب زوجها، وتجب عليها طاعته. وأنها اتفقت مع زوجي على ما حدث، فلا لوم عليه فيه. وأنني يجب أن أكون عونا على نجاح خطة يريدان بها خيري وسعادتي!
وتظاهرت بالاقتناع بحججهما، واستأذنت زوجي في أن أذهب لبعض شأني ثم أعود فأكون على ما يريد.
وفتح زوجي الباب الذي كان قد أوصده، فذهبت إلى الحمام. ولم أكد أدخله وأوصد رتاجه، حتى شعرت بالقشعريرة تهز جسمي كله، وانهملت الدموع من عيني. وعجبت كيف تدفعني أمي إلى أمر أخجل منه أمام أبي، مهما يكن حلالا، ومهما يجزه الشرع!
وفي لحظة، ثبت عزمي على أن أقضي ليلي في الحمام لا أبرحه حتى الصباح. فلما طال بزوجي انتظاري، جاء زوجي فدق الباب في رفق، فقلت له: ناشدتك الله أن تدعني، ولن أخرج من هنا إلا في الصباح!
قال: «أنت إذن لا تحبينني؟»
अज्ञात पृष्ठ