المقدمة في بيان ما يشترك فيه الأنبياء عليهم السلام وفي عددهم وبيان أولى العزم منهم والفرق بين النبي والامام وجملة من أحوالهم اعلم أن وهب بن منبه صنف كتابا مبسوطا في قصص الأنبياء ولا نعتمد ما أورده فيه لأنه من طريق الجمهور وتواريخهم فيصلح شاهدا لا حجة على المطلوب واما الفاضل الراوندي قدس الله ضريحه فهو من علمائنا وكتب أيضا كتابا أوضح فيه عن قصص الأنبياء عليهم السلام وروى ما أودع فيه من اخبارنا عن الأئمة عليهم السلام الا انه قد شذ عنه أكثر ما ضمنه كتابه فجاءت القصص ناقصة تحتاج إلى التتميم واما شيخنا المعاصر قدس الله سره فقد الف كتاب (بحار الأنوار) وجعل الكتاب الخامس في أحوال الأنبياء (ع) وسماه كتاب النبوة فهو وان أحاط بجميع قصصهم (ع) وتفصيل أحوالهم من اخبارنا ورواياتنا الا انه بلغ الغاية في التطويل والتفصيل لأنه ذكر الآيات أولا وتفسيرها ثانيا وكل ما ورد من طريق العامة والخاصة في بيان أحوالهم (ع) فأحببت ان أنسج كتابي هذا على منوال عجيب وطرز غريب بان أذكر كل ما ورد من طرق الخاصة وبعض ما احتاج إليه من روايات الجمهور ان وقع الاحتياج إليه على طريق الاختصار فيكون كتابا صغير الحجم غزير العلم تهش إليه الألباب وتستلذه الطلاب قال الله تعالى: (وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم واخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين).
पृष्ठ 3