وعلى هذا فإذا رأيتم الرجل يقول: (ما عقيدة فلان...) فقولوا له: صحح سؤالك أولا لأن سؤالك هذا سؤال بدعي، فالسؤال الشرعي أن تسأل: كيف دين فلان؟ كيف أخلاقه؟000 لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه000) ولم يقل: (ترضون عقيدته)!! لأن هذا اللفظ مبتدع وليس له أصل شرعي لا في كتاب الله ولا سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، وهو من الألفاظ التي ينبغي أن تهجر لتحيا الألفاظ الشرعية البديلة التي دفنتها الخصومات المذهبية، لأن تلك الألفاظ الشرعية لم تكن لتظلم المسلم مما اتصف به من عمل الواجبات أو اجتناب المحرمات بعكس مصطلح العقيدة الذي يظلم المسلم ولا يتضمن السؤال عن صلاة ولا صيام ولا عدل ولا صدق ولا أخلاق000 وإنما ينصب همه عن موقف المسلم من خصومات سابقة وشتائم وتكفيرات ومضائق ما أنزل الله بها من سلطان وهذا المصطلح فيه إلزام للناس بأمور ليست من الإسلام في شيء وسترون الأمثلة لها بعد قليل.
فمن رزقه الله عقلا ودينا يستطيع بسهولة أن يفرق بين ما يريده الله في كتابه الكريم من لفظ الإيمان أو الإسلام أو الدين وما يريده أصحاب الخصومات المذهبية والسياسية من (لفظة العقيدة)!؛ من زج الناس في اعتقادات بعيدة كل البعد عن نصوص القرآن الكريم وما صح من السنة.
ولهذا فإن استخدام هذا اللفظ أو المصطلح (العقيدة) الغريب على الشرع بدلا من الألفاظ الشرعية (الإيمان) مع امتحان الناس بذلك يكون عملا بدعيا للأسباب السابقة ولكونه لفظا لغويا استحوذ على موقع شرعي للفظ شرعي آخر مع ما أضيف لهذا المصطلح (العقيدة) من أمور كثيرة تخالف (الإيمان) نفسه.
पृष्ठ 33