وفي إطار السعي لخدمة المذهب الزيدي في إطار خدمة الفقه الإسلامي الواسع؛ نقدم في هذا البحث أول باكورة من سلسلة القول الأول والثاني لأئمة المذهب الزيدي، والتي بعنوان "القول الأول والثاني للإمام الهادي" يحيى بن الحسين إمام المذهب الهادوي الزيدي؛ يتبعها عناوين أخرى -إن شاء الله-لبقية أئمة المذهب الزيدي الذين ظهر لهم قولين أو ثلاثة أقوال في مسألة واحدة، والله المستعان.
سيكون "القول الأول والثاني للإمام الهادي"؛ مقارنة للاجتهادات الفقهية للإمام الهادي من خلال (الأحكام) و(المنتخب) و(الفنون) ، وأيضا بعض الكتب التي قد اعتنت باجتهادات الإمام الهادي؛ من أبرزها ما أخرجه الأئمة أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني، وأخيه المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، الامام يحي بن حمزة الحسيني، وأخيرا الامام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى.
ولا يدخل ضمن مراجعنا ومصادرنا ما خرجه بعض أئمة المذهب الزيدي لمذهب الامام الهادي؛ اذ ليس لهذا التخريج علاقة بموضوع بحثنا.
و"القول الأول والثاني للإمام الهادي" سيشتمل على عدة مسائل نقل العلماء في شأنها أن للإمام الهادي روايتان أو قولان، ولا يعني ذلك بالضرورة أن يكون ذلك صحيحا؛ بل إنني -بعون الله- سأحاول دراسة هذه المسائل والجمع بين تلك الأقوال ما سمح به الأمر، مع التأكيد على أن القديم أو الجديد لأقوال الامام الهادي يستحيل بيانه في كثير من هذه المسائل؛ إلا ما روي أن الإمام الهادي ابتدأ تأليف كتاب (الأحكام) بالمدينة، ولما انتهى إلى باب البيوع؛ اتفق خروجه إلى اليمن، واشتغاله بالحروب فكان يملي بعد البيوع على كاتب له كلما تفرغ من الحرب(1).
पृष्ठ 3