فصل: وأما الإقعاد فهو يدخل في العروض من غير تقفية ولا تصريع يوهم سامع النصف الأول أن الشاهر يأتي بالثاني موافقًا له، فيأتي به خلاف ذلك.
مثال قول النابغة:
جَزَى اللهُ عَبْسًا، عَبْسَ آل بَغِيضٍ ... جَزَاءَ الكِلاَبِ العَاوِياتِ وَقَدْ فَعَلْ
فيظن سامع نصف هذا البيت أول وهلة أن الشاعر قد استفتح شعرًا مصرعًا من ثالث الطويل ثم يأتي المنشد بنصفه الثاني فيكون مقيد ثاني الطويل، لأن العروض في هذا البيت فعوان وذلك لا يكون في الطويل إلا في الثالث إذا كان مصرعًا. والضرب مفاعلن، وذلك لا يكون إلا لثانيه. ومثله.
إذا ما اتَّصَلْتُ قُلْتُ يآل تميمٍ ... وَأيْنَ تَميمٌ مِنْ مَحَلّةِ أَهْوَدَا
1 / 79